مقال

نفحات إيمانية ومع ثمرات ذكر الله عز وجل “الجزء العاشر “

نفحات إيمانية ومع ثمرات ذكر الله عز وجل “الجزء العاشر ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع ثمرات ذكر الله عز وجل، لذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عند تكاثر الأعمال على العبد بأن يتشبث بذكر الله سبحانه، حيث حياة القلب وطمأنينته، فيتلخص ذكر الله في عناصر خمسة، ينبغي للعبد المؤمن أن يضعها في أهم أولوياته وهو ينظم جدول يومه وليلته، وهو فى القرءان الكريم وقد سماه الله تعالى ذكرا في غير ما آية، منها قوله تعالى “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وأيضا الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فمن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشرا، وأيضا الأذكار والأدعية الوظيفية وهي الأوراد التي تقال دبر الصلوات وفي الصباح والمساء وعند النوم والاستيقاظ والخروج من المنزل ودخوله.

 

وعند الأكل والشرب والجماع وعند السفر وغير ذلك مما ينبغي أن يحفظه ويحافظ عليه المسلم في حياته اليومية، والاستغفار وقد خصص بالذكر بسبب كثرة ما ورد بشأنه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى قال النووي في الأذكار والآيات في الاستغفار كثيرة معروفة، وأما الأحاديث الواردة في الاستغفار، فلا يمكن استقصاؤها، فبالتزام هذا الذكر كل صباح ومساء مع اليقين بما فيه يضمن العبد أن يكون من أهل الجنة، والوصية بكثرة الاستغفار في وقت السحر، حيث إننا نستيقظ في هذا الوقت بطبيعة الحال لتناول السحور، والذكر والدعاء المطلق يعني التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة والدعاء بما يحتاجه العبد من خيري الدنيا والآخرة وغير ذلك بلا توقيت معين.

 

وهذا المعنى مستفاد من حديث “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل” وبلا شك فإن هذه العناصر الخمسة تستحق منا وقفات مفردة مع كل واحدة منها، وهكذا فإن السعادة الحقيقية فى تقوى الحق وذكر الله عز وجل، فإن أحدهم يموت من كثرة المال فرحا والآخر يموت من فقده حزنا، ويقول أحد المعاصرين أنه رأى رجلا غنيا ثريا، أنعم الله عليه بالنعمة، ووسع عليه بالرزق، ولما اشتد الحال بالناس اشترى صفقة من الطعام، وكانت صفقة كبيرة، فدخلت عليه وقد أخبره رجل أن سعر الطعام الذي اشتراه قد ارتفع إلى أضعاف كثيرة، فلم يتحمل الفرحة فسقط ميتا على دفتره، قال ومضت الأيام، وتبدلت الأحوال، فدخلت على رجل من أهل المدينة في كرائم نعمه.

 

وقد اشترى صفقة من نفس الطعام، قال والله فأتاه الخبر بأن سعر الطعام قد انخفض، فلم يتحمل الصدمة فسقط ميتا، فقال سبحان الله، عجبت لرجل يموت عند الغلاء فرحا، ورجل يموت عند الرخص حزنا، وقيل أن رجل أعمال أجنبى ثري، يملك الشركات والأموال الطائلة، ومع ذلك يقول فكرت في الانتحار أكثر من عشر مرات، أريد أن أتخلص من الحياة لا أشعر للحياة بلذة ولا بذوق ولا بطعم ولا سعادة، كان معه موظف مسلم يعمل في شركته فيقول رجل الأعمال هذا الأخ الموظف المسلم عندي في إحدى شركاتي، ما من مرة أدخل عليه إلا وأراه مبتسما نشيطا أمينا في عمله، صادقا جادا، فاقتربت منه وقلت يا أخي، ما من مرة أدخل عليك إلا وأرى السعادة تعلو وجهك.

 

وأرى عليك الجد والنشاط والحيوية، وأنا صاحب هذه الشركة لا أشعر بما تشعر به، فرد عليه هذا الأخ المسلم الذي كان مثالا للمسلمين وقال له الحمد لله أنا أشعر بالسعادة لأنني مسلم قال له وما معنى ذلك؟ وهل المسلم يشعر دوما بالسعادة؟ قال نعم لأن نبينا صلى الله عليه وسلم علمنا حديثا صحيحا في صحيح مسلم من حديث أبي يحيى صهيب يقول “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر كان خير له” فرد رجل الأعمال الأجنبى وقال فهل لو دخلت الدين الذي أنت عليه سأشعر بالسعادة التي تشعر بها؟ قال نعم، قال أدخلني، دلني، فأمره بالاغتسال.

 

فاغتسل وجاء به إلى المركز الإسلامي ليعلن الشهادة، يقول الشاب المسلم والله ما إن وقف الرجل ليردد خلفي كلمة الإيمان والتوحيد إلا وبكى بكاء هستيريا طويلا، فأراد الإخوة أن يسكتوه، فقلت لهم دعوه، فلما أنهى بكاءه وجلس قلت له لماذا بكيت؟ فقال لي أبكي لأني أشعر الآن بشيء من الفرح والسعادة في صدري ما شعرت به قبل ذلك، فاغتنموا رحمكم الله إصلاحها بحسن النية في كل مطلوب، فإن الله لا ينظر إلى صوركم وأعـمالكم، ولكن ينظر ما أكنته القلوب، فأخلصوا الأعمال لله تعالى في كل ما تأتون وما تذرون، وأنيبوا إلى ربكم، واطمعوا في رحمته لعلكم ترحمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى