مقال

العنف اللفظي والجسدي في المحافل العامة

العنف اللفظي والجسدي

في المحافل العامة

 

خالد السلامي

   تختلف تصرفات وسلوكيات الناس حسب المجتمعات التي ينتمون إليها والبيئة التي تحيط بها والحالة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تلك المجتمعات .فنجد الهدوء والروية والاتزان في تصرفات أبناء المجتمعات التي اعتادت على الهدوء والاستقرار والأمان والاكتفاء من الاحتياجات المادية والنفسية والخدمات الاخرى.

اما التصرفات العنيفة لفظيا وجسديا فنجدها في تلك المجتمعات التي لم تعرف الاستقرار والهدوء ولا الامان وتحلم بابسط حقوقها من الخدمات والاحتياجات المادية والمعنوية.

وفي مجتمعاتنا العربية نجد كلا النوعين من التصرفات التي تم ذكرها آنفا فنجد الهدوء واللأبالية في الاقطار العربية المترفة والمستقرة كما في دول الخليج العربي حيث الاستقرار النفسي والامني والمادي والمعنوي لأغلب مواطنيها.. بينما نجد العكس في الاقطار التي لم تعرف أي نوع من انواع الاستقرار اعلاه حيث التوتر النفسي والتشنج العصبي وعدم السيطرة على التصرفات الجسدية والصوتية وازداد هذا التدهور في التصرفات الأخلاقية بعد دخول الألفية الثالثة ومارافقها من تطورات في تكنولوجيا البث الفضائي والاتصالات والنت ومواقع التواصل المتنوعة ومازاد الطين بِلةً تلك الفوضى والفتن والتجويع المستمر والمتعمد للشعوب فكريا وماديا واخلاقيا والتخريب المتعمد للتعليم ومؤسساته ونشر الجهل التي رافقت احداث ماسمي زورا بالربيع العربي الذي قضى نهائيا على ماتبقى من الخلق العربي وتقاليده واعرافه بحيث صار الشاب العربي يُستفَز من أبسط كلمة يسمعها او موقف يعيشه فنرى لسانه ينطلق بابشع واعنف الكلام وربما ترافق ذراعُه لسانَه اثر تعرضه لابسط المواقف واتفهها وفي أي محفل يكون فيه سواءً كان رياضيا او فنيا او حتى في الأسواق والمتنزهات واماكن العمل .

ولعلاج مثل هذه الحالات يجب اعادة تأهيل الشباب العربي بالسيطرة اولا على البث الفضائي ومواقع التواصل الاجتماعي وتقنينها بالشكل الذي يضمن عدم دخول السموم الثقافية إلى المجتمع وقبل ذلك اعادة الاستقرار الأمني والنفسي والغذائي والخدمي للبلدان المضطربة والاهتمام بالتعليم ومؤسساته ومحاربة الجهل والخرافات واشباع حاجات الشباب النفسية والمادية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى