مقال

نفحات إيمانية ومع المسجد والسوق والعلوم الشرعية والدنيوية “الجزء الثالث “

نفحات إيمانية ومع المسجد والسوق والعلوم الشرعية والدنيوية “الجزء الثالث ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع المسجد والسوق والعلوم الشرعية والدنيوية، فالله عز وجل بيده الملك فكيف تعصه يا هذا ويا هذه في ملكه، وله الحمد أفهذا الذي تحدثونه من لهو ولعب واستهانة بأوامره ونواهيه البديل الذي يرضاه عن حمده على النعمة المبذولة في هذه الأسواق، والتي تساق إليكما من شتى أقطار الدنيا، وحده بيده الخير فكيف تطلبونه من غيره، يحيي ويميت، فهل تردون القدر عن رقابكم لحظة واحدة، فلربما كانت نهاية من بدأ في معصيته في لحظته، فسقط في سوقه في هاوية سوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك، وهو على كل شيء قدير، فلا راد لأمره، ولا مانع من وقوع إرادته، وإن المنطلق لأولئك الأبالسة من أبغض البلاد إلى الله من الأسواق.

 

والسبب هو هذا الإذن المفتوح للنساء بالخروج إلى الأسواق دون حسيب، بل في غفلة عجيبة من الرقيب، فبعد أن كان على بن حكيم فى حديثه يستنكر فيقول “أما تغارون أن يخرج نساؤكم؟ وقال هناد فى حديثه ” ألا تستحيون أو تغارون فإنه بلغنى أن نساءكم يخرجن فى الأسواق يزاحمن العلوج” وبعد هذا أصبح واقع كثير من نساء المسلمين اليوم، وبعض رجالهم، يمارسون التسوق على أنه مجرد متعة، وتنفيس عن النفس، وتمشية حرة، وشهوة من شهوات النفس، أكثر منه حاجة إنسانية عادية، فكلما سمعوا بمحل جديد هرعوا إليه حتى يأخذوا أخباره، ويصفوا مداخله وأثاثه، وكلما أعلن محل عن تخفيض تسابقوا إليه، دون وعي بألاعيب التجار الجشعين.

 

ولا حاجة ماسة لما يُعرض من مشتريات، إنهم يذرون وراءهم نعيم الاستقرار الأسري، والستر والعفاف، إلى مكان يقصده الذئاب بمخططات الشيطان، وشباك الفواحش، يخرجون بدينهم وحيائهم وعفافهم، فيعودون فما يدرون ماذا جرح من ذلك وماذا ذهب دون رجعة، لا قدر الله، أما نساء الصحابيات فكانت إحداهن تأتي لحاجتها إلى الأسواق إذا لم تجد من يقضيها لها من الرجال تأتي مستورة الجسد، محتشمة القول والحركة، عرضها في نفسها أغلى من حياتها، تتمنى الموت ولا يكشف لها ستر، ولا يرفع لها ثوب، أو تمس لها عورة، هذه امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق يهود بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت.

 

فعمد الصائغ اليهودي الخبيث إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة عشر ليلة حتى نزلوا على حكمه، فكاد يحصدهم جميعا في غداة واحدة وكانوا سبعمائة فارس، لولا تدخل رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول، وأما كثير من نساء اليوم فالأمر مختلف تماما، فهي تذهب إلى الأسواق لتستعرض قوامها الممشوق، وعينيها الكحيلتين، وأطرافها الملونة والمزركشة، ثم ماذا؟

 

ثم تقع الكوارث الأخلاقية، حقا إن ما يقع اليوم في الأسواق أمر في غاية العجب، إذ كيف تطور الأمر شيئا فشيئا حتى بلغ هذا الحد الذي لا يرضى عنه مؤمن يغار على محارم الله عموما فكيف إذا كانت محارم تتعلق بأمانته ورقبته، وإننا إذا كنا نجرم الشباب، ونحاسبهم على تعديهم على الأعراض، فمن العدالة أن نبحث عن أسباب انحرافهم هذا، ونتساءل أليس للفتيات دور في هذا الاتجاه الموبوء؟ فالحقيقة المرة أن عددا من أولياء الأمور قد تركوا الحبل على الغارب فالبيت تعربد فيه الفضائيات وتشحن العواطف، وتلقن الدروس، وفي الأسواق النسائية يكون التطبيق، فالرجل الذي ترك زوجته تضع عباءتها المزينة على كتفيها، بغطاء رقيق شفاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى