مقال

جغرافيا الزمن

جغرافيا الزمن

كتبت سميحه رشدى

تتملكني حالة من الوجد عندما تجمعني الظروف بأحد المسنين الذين تقدم العمر به خاصة إذا بدت عليه مظاهر الضعف أو الفقر

أشعر برغبة جامحة أن أقدم لهم أي عون أو مساعدة

وكثيرا ما ألمح بداخلهم انكسار وحزن دفين وتكاد الدموع أن تنفجر من عينيه

أود أن اسأله ماذا يحزنك اهو ضياع مال أو زوال سلطة ام غدر صديق أو عقوق ولد ام تخلي زوج أم تراجع صحة وذهن

فنعامل هؤلاء برفق ونتذكر انه قد يكون في شبابه عظيما اووسيما أو حتى ثري أو صاحب جاه

هؤلاء يحتاجون منا الرحمة ورقة الطباع وطول البال

فما بالنا لو كانوا من اصولنا أو اقاربنا أو معارفنا فهم أولى بالاهتمام والعطف والحنان

ولكن في ظل ظروف الحياة وسرعة ايقاعها لم يعد هناك صبر على المسنين ولا اهتمام بهم ولا مراعاة لظروفهم الصحية والنفسية فزادت عدد دور المسنين ودور العحزة بسبب تهرب ذويهم من مسئوليتهم أو إرضاء الأزواج

ونسوا ان كما تدين تدان

فمن كان له أم اب او كلاهما حي يرزق فمن برهم حسن معاملاتهم وجعلهم اول اهتماماتهم ونتذكر أن لولا الأصول ما نمت الفروع

عسى أن يقيض لنا الله من يكرمنا في كبرنا وعجزنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى