مقال

الطبيعه تندب حظها

(((الطبيعه تندب حظها )))

بقلم/ وليد جاسم القيسي

———————

يقال ان اسباب حرائق الغابات وتلوث البيئه

تعود لمجموعتين:-

المجموعه الاولى سببها طبيعيه من ضربات الرعدالتي تطلق الشراره الاولى الى جانب البريق الذي يؤثر على الاحجار المتدحرجه

وتخلق شراره تتقدوتتوسع بالرياح وتشكل عواصف ناريه ( الاعاصير مثلاً) اضافة الى الاتقاد الذاتي والثورات البركانيه .

اما المجموعه الثانيه / الحرائق التي سببها الانسان بشكل مباشر او غير مباشر

بأسلوب التعمد او الاهمال والعبث او من انقطاع سلك كهربائي او قطع ساحات شاسعه من الاشجار وتراكم الحطب المهجور .

  موضوع مقالتنا يتعلق بأسباب المجموعه الثانيه وهو عبث الانسان في الغابات وكل مكان سنتطرق له بأسلوب ادبي من أخيلة الكاتب ….

منذ امد وطول السهد ابحث عن الحقيقه هنا وهناك حتى ولجت البراري والصحاري رغم بوارحها الحرور ..

استنير بمسراجي الزيتي – امكث دون جدوى حتى الغسق .

وفي سجى اليوم التالي دلجتُ غياهب الغابات والحقول والطلول املاً ان احقق الهدف في الافق او من خلف الشفق.

ترجلت ( خبباً) في ممر عسوف وعث تضلله

اشجار الكالبتوس والسرو وازهار الربيع متلونه بالوان الياقوت والزمردوالجمان

حتى بلغت حصباء الوادي على حافات الجداول البلوريه كأشرطه نحاسيه تعزف نغمة خرير ماء الزلال وهدير انسياب الشلال.

أسأل نفسي هل احاكي الطبيعه ام ذاتي تحاكي ذاتي ؟ في لحظة الناس ملتحفين بسكينة الليل واحلام لا تثنيها سناكب الخيل.

توسدت بين الاعشاب احاور نفسي عن حقيقة الطبيعه وجمالها وتأثيرها ومن يرعاها وانا اردد سبحان من يحميها ؟

حتى انبرى من حولي مختلف اجناس النباتات والمخلوقات متوشحه بغمامة الاستياء وهي تلهف اللقاء باي ضيف من شدة الشقاء .

همست كأنهم يندبون حظهم ندبات الحزن

والاسى وتنهدات وغصات المظلومين من جدب المكان بسبب عبث الانسان .

ومن وبال الجنف وسادر العابثين بلا هدف

ومن مخالب الضواري والكواسر والوحوش

التي تخدش وتهرش وتنهش.

– ها هو النسيم يشكو التلوث الذي يلحق بأطرافه وأذياله!!

– ها هي ركام حطب الاشجار المقطوعه والمحروقه !

– ها هي الازهار التي تذرف دمعاً من الايادي التي تقطفها وترميها!

– ها هي الطيور والانعام التي تنشد الكمد واللوعه من النبال المسنونه والسيوف الرهاف !

– ها هي الارض الربضاء تحولت الى صرماء

قفراء!

– ها هي جداول الماء السائغ تحولت الى

اجاج لجلاج!

وهناك الكثير المثير من الادران التي لا مجال لذكرها!!!!

ماذا اقول:-

– عن خطايا افراد يعتبر هذه التصرفات شجاعه يتلذذ بها كونها مال عام وليس ماله الخاص ؟

– ماذا اقول والناس كانوا ورقاً ساطعاًلا شوك فيه

واليوم اغلبهم شوكاً لا ورق فيه ؟

– ماذا اقول وان العقل والذوق قلما يتفقان

هذه الايام ؟

– ماذا اقول لمن لا يملك نفسه في الخلوة

وكأنه في وهم الطيش والاحلام؟

استمر الحوار الصامت بيني وبينهم حتى

توارت الشمس للغروب وبدأت الحقول تتشح بنقاب السكينه وانا أسأل وأجيب:-

– كيف لا تندب الطبيعه حضها ومن فيها

والتلوث والحرائق والردى والعنى والطوى

يتبعهم ؟

– وأسأل :-

– لماذا يهدم الانسان ما تحتضنه الطبيعه؟

– لماذ تجدب الارض من تصرفات البعض الوضيعه؟

– لماذا نترك مخلفاتنا في الغابات وكل مكان

وكأنها نفيسه وديعه؟

– لماذا نضع القواطع ونجسد القطيعه؟

– لماذا القتل والتفجير دون ذنب او ذريعه؟.

– لماذا يكيد البعض ونكيد للتشهير

الملفق والشنيعه؟

– لماذا نترك الفاسد من الوقيعه

والاسئله كثيره ؟؟؟؟؟

ترى متى نعلم:-

– ان الله يعلم خائبة الأعين وما تخفي الصدور؟

– متى ندرك ان الله اغنى والطاغي الفاسد

أقنى مهما بلغ الشرور ؟

 

وليد جاسم القيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى