مقال

نفحات إيمانية ومع العاشر من محرم “الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع العاشر من محرم “الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع العاشر من محرم، ويقول الله تعالى ” إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” وإن تجيبوا داعي الله يجب الله دعاءكم، فقال الله تعالى عن نجاة نبيه موسى عليه السلام “وأنجينا موسى ومن معه أجمعين” ولم يمت أحد من قوم موسى، بل وصلوا إلى نهاية البحر وهم يلتفتون، أهذه حقيقة أم خيال؟ حتى إذا نجوا جميعا وقف فرعون عند البحر مندهشا، فعرف ضعفه، وأن الذي فعل ذلك هو الله، لكنه تجبر، والجنود ينظرون إليه، حتى قال لجنوده عندما رأى البحر قد انفتح انظروا كيف انحسر البحر لي لأدرك عبيدي الذين بغوا؟ فانظر إلى هذا الدجال الكذاب، وما أكثر الدجالين والكذابين، حتى أقدم ودخل البحر ودخل معه جنوده.

 

فلما لم يبق منهم أحد، وكان قد أراد نبى الله موسى أن يضرب البحر بعصاه ليعود كما كان، فقال الله له “واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون” فقال الله تعالى له لا تحركه، حتى إذا ما دخل فرعون وجنوده أجمعون أوحى الله إلى موسى الآن اضرب البحر، فضربه فعاد كما كان، وأطبق على فرعون وجنوده، مليون وستمائة ألف شخص غرقوا أجمعين، ولم يبق منهم أحد، فيقول تعالى “وأنجينا موسى ومن معه أجمعين، ثم أغرقنا الآخرين، إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين، وإن ربك لهو العزيز الرحيم” لذلك يؤثر عن الفراعنة الآن أنها توجد لهم موميات، أي أجسادهم تبقى، فهم الوحيدون في العالم، فقال الله عز وجل عن جسد فرعون بعدما قبض روحه.

 

“فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون” فحصل ذلك في شهر محرم، من اليوم العاشر منه، وقد أنجى الله تعالى نبيه موسى ومن معه، فما كان من موسى إلا أن صام ذلك اليوم شكرا لله على فضله عليه، وهذا هو دوما سلوك المؤمن الشكر في السراء والصبر، عند البلاء، وفي كل عام كان نبى الله موسى يصوم العاشر من شهر محرم، شكرا لله على نصره، واعترافا بفضله، لذلك ذكر ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيما له.

 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم “نحن أولى بموسى منكم” فأمر بصومه” رواه البخاري ومسلم، وعند أبي داود وغيره، قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع” فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه أبو داود بهذا اللفظ، وأصله عند مسلم، ويعني ذلك اليوم التاسع والعاشر حتى يخالف بني إسرائيل، فكانت سنة يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، بل قيل أن أهل مكة كانوا يعظمون اليوم العاشر من هذا الشهر، وقبل وجوب صوم رمضان كان صوم يوم عاشوراء واجبا على المسلمين، وقال صلى الله عليه وسلم “وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” رواه مسلم.

 

ويوم العاشر من محرم لا يشرع فيه غير الصيام لا زيادة صلاة ولا زيادة نفقة على العيال ولا غير ذلك، ونحن أمرنا بالإتباع ونهينا عن الابتداع فقد انقسم الناس فيه ثلاثة أقسام، بعد ما جاءت الرافضة، وصادف فيه قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، فجعلوه مأتما ووقت حزن وشؤم، يلطمون في الخدود، ويشققون فيه الجيوب، وقابلهم حزب آخر وهم النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت فجعلوه يوم فرح وعيد وسرور، وأما أهل الاستقامة وهم أهل السنة والجماعة فمشوا على ما شره لهم نبيهم الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فقاموا بصيامه فقط ولم يجعلوه يوم عيد ولا يوم حزن وشؤم كما يفعل أهل الضلال، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود بصوم يوم معه، فصار صيامه فيه مخالفة لليهود والرافضة والنواصب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى