مقال

” قَضيتُ مائةَ عامٍ كانت عشرين فقط “

” قَضيتُ مائةَ عامٍ كانت عشرين فقط ”

بقلم / عبدالله إيهاب

 

قَضيتُ مائةَ عامٍ كانت عشرين فقط

جملةٌ خَرجت من شفاه عجوزٍ تُحتَضَر ، لِنَقِل لم يسع عقلي الصغير في ذاك الوقت فهم ما وراء تلك الحروفِ ، كيف تعيش عشرين عامًا فقط وأنا أثق أنها تُوفِيت عن عُمرٍ يُناهز المائة ..؟ حتي وإن اخطأت العد فهي قالت أنهم مائة ..

 

كنت طفلا أخرقًا لا أعي ما ” الوقت ، العمر، الزمن ” كلها مسميات لشيء واحد ..ما أعجز العلماء عنه..ولكن بمرورِ السنوات بِتُ أفهم شيئًا فشيئًا..نحن جميعًا لنا ” وقت” ساعتنا الرملية لا بد ستنتهي يومًا ما سنواتنا تتساقط كالرمال كل عام يُقربنا إلي المَآلِ الحتمي ” الموت”..

 

تَنبَري أجسادنا برياحِ العُمر فنَحن كالزهور..نبدأ براعم فنمسي زهورا مشرقة حتي نَذبل.. إننا في سباقٍ دائمٍ مع الوقت ..يا تري كم تبقي..! هل القليل أم الكثير ..!

‏ثم لنعود لجملة العجوز ذات الصدي في النفسِ قبل الأذن مائةُ عامٍ في عشرين..يالتلك المرأة لقد اقتَضَي منها الأمر مائةَ عامٍ كاملة لتفهم ..ويظهر أنها حقًا فهمت..لقد عاشت مائة عام لم تَنتَفع بهم غيرَ عشرين.. أعطت وقتها وعمرها لما يستحق عشرون عامًا فقط..فقط اقتطفت عشرين بالمائة.. لكنها أحسنت في النهاية فهناك من يحي ويموت باللاشيء..جاء الي الدنيا بغير شيء..وخرج منها فارغا..لا يحمل الا أوزاره ..

نهاية العمر قصر أو طال فهو بالأعمال لا بالعدد..فأختر عملك ولا تلتفت كم مّرَ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى