مقال

نفحات إيمانية ومع الوفاء بالعهد فى الإسلام “الجزء الثالث”

نفحات إيمانية ومع الوفاء بالعهد فى الإسلام “الجزء الثالث”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الوفاء بالعهد فى الإسلام، فواجب على المسلم أن يفي بما التزم به مع الآخرين من عهود ووعود وعقود في بيع أو إجارة أو عمل أو غير ذلك من العهود المعروفة، وسواء كانت هذه العقود والعهود والوعود مبرمة بين المسلم وأخيه المسلم، أو بين المسلم وغير المسلم، فالوفاء واجب مع الجميع، وإن للوفاء فوائد متعددة ، فمن فوائد الوفاء محبة الله عز وجل حيث قال تعالى فى سورة آل عمران ” بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين” ومن أوفى بعهد الله من توحيده وإخلاص العبادة له، أوفى الله بعهده من توفيقه إلى الطاعات وأسباب العبادات، وإثابتهم على ذلك، فقال تعالى فى سورة البقرة ” وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون”

 

وقال ابن جرير وعهده إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة، وخيار الناس من عرف بالوفاء فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن خيار عباد الله الموفون المطيبون” وإن من ثمرات الوفاء هو مضاعفة الأجر والثواب حيث يقول الله عز وجل فى سورة الفتح ” ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما” وإن من الثمرات أيضا هو الفوز بالنعيم المقيم في الجنة، حيث يقول تعالى فى سورة الرعد ” أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا إبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار”

 

” جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا أئتمنتم وأحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم” رواه أحمد، ويحكى أنه كان هناك أحد الحطابين يعيش في كوخ صغير، ويعيش معه طفله الصغير وكلبه الوفي، وكان هذا الحطاب معتادا على الخروج لجمع الحطب كل يوم مع شروق الشمس، وكان يترك طفله الصغير في رعاية الله، ثم حراسة الكلب الخاص به، وكان الحطاب يحب هذا الكلب كثيرا ويثق به، كما كان الكلب يحبه أيضا ويفي له دائما.

 

خرج الحطاب حتى يجمع الحطب كعادته، وبينما هو عائد في طريقه سمع الكلب وهو يصيح وينبح نباحا عاليا على غير عادته، فأسرع الحطاب في المشي وعاد سريعا حتى اقترب من الكلب، والذي كان ينبح بطريقة غريبة وكان وجهه ملطخا بالدماء، شعر الحطاب بالذهول وأيقن أن الكلب قد قام بخيانته، وأنه قد قضى على الطفل الصغير وقام بأكله، انتزع الحطاب الفأس الخاص به من على ظهره، وضرب الكلب بين عينيه ضربة واحدة، وقضى عليه، ثم دخل الرجل إلى الكوخ، وبمجرد دخوله تسمر بمكانه، وامتلأت عيناه بالدموع وشعر بالحزن الشديد، جثى على ركبتيه، حيث رأى أن طفله الصغير يلهو ويلعب على السرير، وبجانبه حيّة ضخمة ملطخة بدمائها.

 

وعرف وقتها الحطاب أن الكلب كان وفيا له وأنه قد افتداه وطفله الصغير بحياته، ثم ندم على تسرعه، وحزن على قتله لهذا الكلب الوفي الذي كان ينبح فرحا على أنه قد أنقذ الصغير من الأفعى، وكان ينتظر من الحطاب أن يفرح بما فعله ويشكره، ولكنه قتله بدون تفكير أو تروي، ويُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلا عجوزا يسير في الشارع مسرعا، وبسبب أنه كان على عجلة من أمره قام بالاصطدام مع دراجة أحد الأطفال الصغار، فعندما اصطدم العجوز بالدراجة وقع الأرض، قام بعض المارة برؤيته ونقلوه إلى المستشفى حتى يطمئنوا على صحته، قام الطبيب بفحص الرجل العجوز، وبينما هو كذلك، رأى أن العجوز يبدو عليه التوتر والاستعجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى