مقال

عذرا ايتها المكونات

عذرا ايتها المكونات،،

خالد السلامي

 كنا ومنذ عهد بعيد وكأي من مجتمعات المنطقة العربية والاسلامية وما يسمى بالعالم الثالث نسمع بالديمقراطية واهميتها وحلاوتها وما تدره على المجتمعات التي تمارسها من حريات وحقوق تدفع ابناء تلك المجتمعات طوعا لأداء ماعليهم من واجبات حرصا على استمرارها وتطورها بما يخدم تلك الشعوب ويحافظ على تلك الحريات والحقوق التي أمنتها لهم تلك الديمقراطيات العتيدة بحيث عملت على تأمين حقوق حتى الحيوانات بعد ما ضمنت حقوق البشر فصرنا بعد كل ما سمعناه عن هذه الديمقراطيات نحلم بها ونأمل في استيرادها من قبل حكوماتنا او تصديرها الينا من قبل اصحابها عسى ان نتذوق طعمها اللذيذ الذي كانوا هم يصوروه لنا .وتمر السنون وتتعاقب العقود حتى حان الوقت الموعود الذي كنا ننتظره وجاءوا لنا بالديمقراطية وبغض النظر عن طريقة جلبها لنا سواء بجيوشهم الجرارة او عبر اسلحة الانترنيت بشبكاتها المختلفة ( الفيسبوك وتويتر واليوتيوب) او فضائياتهم التي لاهم لها سوى اخبار الاقتتال والحكم الجائر في بعض البلدان دون غيرها فلا يهم ان كان في بلدان اخرى ظلم او ديكتاتوريات او حتى اقتتال اضافة الى ما تبثه من سموم الغزو الثقافي واغراء الشباب العربي خصوصا والمسلم عموما بمغريات الجنس وعرض مفاتن النساء من خلال ما تصدره لنا من افلام ومسلسلات مدبلجة واغاني ليس فيها الا النساء العاريات من كل انحاء الفساد الاخلاقي في العالم فالمهم انهم جاءوا لنا بما كنا ننتظره بلهفة وشوق وحنين ليقدموا لنا اطباقا من الديمقراطية مسلفنة بابهى مواد السلفنة والتغليف ففرحت الشعوب الغافلة بتلك المعلبات الديمقراطية واستبشرت خيرا فهم سيسبحون بالديمقراطية حد التخمة بعد تلك العقود من الحكم الشمولي لبلدان العرب والمسلمين.

   ولكن وما ادراك ما لكن فقد ذهلت تلك الشعوب عندما تفاجأت بمحتويات تلك العلب عند فتحها محاولين تطبيق ما كانوا يحلمون به فقد وجدوا كل مافيها هو عبارة عن مجموعة من طرق وفنون الفتن والتناحر والاقتتال والفساد والنهب والسلب والتدمير والتمسك بالكراسي واذا بتلك البلدان الحالمة بالديمقراطية والحرية صارت مشاريع تجزئة وتفتيت وامتلأت وديانها وسهولها وانهارها بدماء ابنائها وضاعت ثرواتها واموالها في مهب الريح وصارت تعيش على فتات ما يأخذه مصدروا الديمقراطية ولصوصها من ثروات بلدانهم فراحت تلك الشعوب تعض الانامل وتقطع الاصابع ندما على ما كان فما كان من امان وتحاب ومودة وتوحد بين ابناء تلك الشعوب ، بغض النظر عن حكامها السابقين ، صار ضياع وتفرق وتناحر وعداء وصارت الشعوب مكونات كل يحرض ابناء مكونه على المكونات الاخرى ليس حرصا عليهم ولا حبا بهم بل لضمان بقائه في كرسيه ويتمتع بما يدره عليه من مال وجاه وسطوة ويستمر الشحن المُكَوِني ما دام الطمع بالكراسي والمرتبات العالية باق والتي لا يمكن لأصحابها الاستمرار والتمتع بها الا باستمرار ذلك الشحن وتلك الانهار من الدماء الناتجة عن ذلك التوتر الطائفي السياسي.

   فعذرا سادتي ابناء مكونات الشعوب الحالمة بالديمقراطية فقد تحولتم الى وقود يحترق يوميا ليضيء الطريق الى كراسي الديمقراطية ويعبد مسالك السلب والنهب لثرواتكم الى حيث مصدري الديمقراطية وبنوكهم والى جيوب الديمقراطيين الذين يتمتعون بالديمقراطية التي فرقت الشعوب الموحدة وجزأت خرائطها باسم الديمقراطية التي صارت منبوذة من كل من كان يحلم بها من ابناء تلك الشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى