مقال

نفحات إيمانية ومع الإحترام وحقوق الإنسان “الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع الإحترام وحقوق الإنسان “الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإحترام وحقوق الإنسان، كما تكونت العديد من القيم الإسلامية خلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان التوحيد من أول القيم التي جاء بها الإسلام وغرسها في النفوس فصارت هذه القيمة العظيمة رابطا يلتقي عليه المؤمنون، ويتواصلون مع الناس من حولهم على أساسه، ثم سرعان ما رسخ الإسلام قيمة المساواة بين البشر، هذه القيمة التي ترفض التمييز بينهم إلا على أساس التقوى والقرب من الله، ولقد تميزت القيم الإسلامية بمجموعةٍ من الخصائص، وهى بأنها صادرة من التشريع الإسلامي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهما مصدر البحث لكل قيمة من القيم الإسلامية، وأنها مبنية على أحكام الشريعة الإسلامية.

 

فالقيم الإسلامية ترد على صورة أمر أو نهي، وبذلك فإن القيم تضبط الفرد تاركة له مساحة من الاختيار، وهى أيضا شاملة متكاملة بمعنى أن القيم تشمل توجهات الإنسان وكافة شؤونه، ولا تقتصر على أموره الخاصة بالحياة الدنيا، وإنما تشمل الحياة الآخرة كذلك، بالإضافة إلى شمولها للمجتمع بأكمله، وعلاقة كل فرد بمجتمعه، وبذلك فإن القيم الإسلامية تقود المسلم إلى الطريق الصحيح في تحديد أهدافه وغاياته، وهى قائمة على مبدأ توحيد الله تعالى، فالتوحيد هو المحور الجامع الذي تلتقي حوله كل اتجاهات المسلم وسلوكياته، وبأنها عامة لكل زمان ومكان، ومستمرة عبر العصور، وبأنها مرنة وثابتة في الوقت ذاته، بمعنى أن الأمور التي تستند لنصوص قطعية الثبوت.

 

كالقيم التي تكون في أصل العقيدة والعبادة وكذلك المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا مجال للاجتهاد أو التغيير فيها، أما القيم التي تم استنباطها بدلالة ظنيّة لا صريحة؛ فيمكن الاجتهاد فيها بحسب الزمان والظروف المُستجدّة، وبذلك تمتاز بأنها مرنة تقبل التغييرات بما يتماشى مع تغير الأحوال في المجتمع الإسلامي، وبأنها وسطية، فقد حافظ الإسلام على قيم العرب الحسنة وأضاف إليها، وقد جمعت قيم الإسلام بين الرحمة والقوة، وبين اللين والشدة، كما أنها حقّقت التوازن في حياة الفرد والمجتمع كافة، وهي بذلك توافق فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها، فتراعي متطلبات الجسد وأشواق الروح دون طغيان جانب على آخر.

 

ومما يؤيد ذلك قوله تعالى “وابتغى فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغى الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين” فهى مرتبطة برضا الله تعالى، وما يترتب على ذلك من جزاء في الدنيا والآخرة، وكذلك فإنها قائمة على التنمية والتوجيه والتربية، وتتفرع القيم الإسلامية إلى نوعين، النوع الأول يعرف بقيم التخلي، أي التخلي عن العادات السيئة، مثل شرب الخمر، وفعل الموبقات، والنوع الثاني يسمى القيم الإيجابية، أي التحلي بالقيم الحسنة كالصدق، والرحمة، والأمانة، والكرم، وقدوة المسلمين في ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن من القيم الإيجابية هو الصدق، وهو يشمل صدق اللسان والأفعال والأحوال.

 

وأما صدق اللسان فيقصد به مطابقة واستواء ما يصدر من اللسان على الأقوال، وصدق الأعمال يعني استواء الفعل على الأمر، وأما صدق الأحوال فيعني استواء الجوارح على الإخلاص، وقد حث الله تعالى على الصدق، فقال سبحانه وتعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” ومنها أيضا الرحمة، ويقصد بها الحالة الوجدانية التي تنبع من رقة القلب وتقوم على مبدأ الإحسان، ومن صور رحمة الله سبحانه وتعالى بالبشرية هو إرسال الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لهم، حيث قال الله تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وإن من صور رحمة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بأمته هو النهي عن السؤال عما سُكت عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى