مقال

نفحات إيمانية ومع عوامل بناء الحضارات والأمم “جزء 2 “

نفحات إيمانية ومع عوامل بناء الحضارات والأمم “جزء 2 ”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع عوامل بناء الحضارات والأمم، وكانت أول الحضارات هي الآيات التي نزلت على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتي تدعو لقراءة القرآن الكريم ” اقرأ باسم ربك الذي خلق” فكانت الحضارة الإسلامية مهتمة بالتوحيد الخالص لله تعالى بعيدا عن الشرك، فتميزت بأنها أعطت صورة نموذجية شاملة لتوحيد الله، ومن أهم مظاهرها المساجد التي بنيت منذ بداية التاريخ إلى الآن، والزخرفة التي توجد على جدران المساجد وغيرها، وكذلك مبادئ الحضارة الإسلامية، فالحضارة الإسلامية عبارة عن حضارة إنسانية، من أهم خصائصها وعوامل قيامها أنها كانت تهتم بالإنسانية، وقامت على أسس العدل والمساواة بين البشر.

 

فكانت لا تفرق بين أعجمي أو عربي ولا غني أو فقير، بل كانت تهتم بإشراك الجميع في نهضتها لذلك ظهر في الحضارة الإسلامية العديد من العلماء العرب من ضمنهم ابن سينا والرازي وغيرهم من العلماء الذين أثروا في المجتمع، ومن مميزات الحضارة الإسلامية أنها كانت حضارة عالمية جاءت بهدف توصيل رسالة معينة إلى جميع الشعوب، وقدر ظهر هذا من خلال الكتب والمكتبات والجامعات التي كان هدفها نشر رسالة الإسلام في العالم بأكمله، واستقطاب الطلاب من جميع أنحاء العالم، وإن هناك العديد من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات سواء القديمة أو الحديثة، وترتيب الحضارات القديمة إلى الحضارات الحديثة هي حضارة مصر القديمة.

 

وتعتبر هذه الحضارة ثاني أقدم حضارات العالم، ونشأت منذ ثلاثين قرن، وقد انتشرت هذه الحضارة في البحر الأبيض المتوسط ودرسها العديد من المؤرخين والعلماء وتعرف باسم علم المصريات، وتعتبر من المعالم الأثرية حيث تم فك العديد من الشفرات بواسطة المؤرخين، وهذه الحضارة تتميز بالفن والثقافة والبنية المعمارية مثل الاهرامات وغيرها، وهناك أيضا الحضارة الرومانية، حيث تتميز الحضارة الرومانية بأنها أقوى الإمبريالية في التاريخ، وتعتبر هذه الحضارة هي الثالثة في العالم، ووجدت في مدينة روما، حيث نشأت وتم تأسيس الجمهورية الرومانية في عام خمسمائة وتسعة قبل الميلاد، ونمت روما من بلدة صغيرة في إيطاليا.

 

إلى إمبراطورية احتضنت إنجلترا وأوروبا ودول آسيا وشمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط، وحقق الرومان العديد من المؤسسات السياسية والعسكرية وغيرها، وهناك حضارات أخرى كثيرة، ومن العوامل التي تساهم في قيام الحضارات وأهمها الإنسان والموارد الاقتصادية، بالإضافة إلى هذا الحضارة الإسلامية وأهميتها وأهم العوامل والمبادئ التي بنيت على أساسها وهو العدل والمساواة، ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم ” هو الذى أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها” فاعلموا جيدا ان الاسلام قد حارب السلبية في كل مظاهرها وسحب عنها كل مبررات الشرعية، فبدّع الترهب والاعتزال والانسحاب من الحياة العامة، وضاعف الأجر بالعمل.

 

وحث على الضرب في الأرض والمشي في مناكبها، وحذر من الطرق المؤدية إلى تبديد الحضارات وتلاشي عمرانها وهلاك الأمم، لانه قد مرت على البشرية فترات عصيبه كانت تعتقد ان العمل للاخرة يقتضى الانقطاع عن الدنيا واعتزال العالم مما ادى الى التأخرفى كل الميادين، فالدنيا مخلوقة لنا بسماءها وارضها فقال سبحانه وتعالى ” هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا” وقال سبحانه وتعالى أيضا ” الذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء” فلماذا نرفض هدية الله؟ ولماذا لا نصلح الدنيا بالدين؟ ألم يقل النبى صلى الله عليه وسلم فى الصحيحين “لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى