مقال

نفحات إيمانية ومع الإبتلاء والمواساة ” جزء 19 “

نفحات إيمانية ومع الإبتلاء والمواساة ” جزء 19 ”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع عشر مع الإبتلاء والمواساة، فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من قال بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأه بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى” وقال فأصاب أبان بن عثمان بن عفان الفالج، فجعل الرجل الذى سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له، مالك تنظر إلى؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبى صلى الله عليه وسلم ولكن اليوم الذى أصابنى فيه ما أصابنى غضبت فنسيت أن أقولها” رواه أبو داود ورواه الترمذي.

 

وقال النبى صلى الله عليه وسلم ” قل، قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء” رواه أبو داود والترمذي، وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اللهم إنى أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك ” رواه مسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ” اللهم إنى أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيء الأسقام ” رواه أحمد وأبو داود والنسائي، فاللهم من أحييته منا فاحيه على الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام وأحسن خاتمته يا رحيم يا رحمن.

 

فإن الإبتلاء سنة من سنن الأنبياء وديدين من ديدن الأصفياء، وهي خلة تبعث في القلب الامتلاء وهي تكفير للخطايا وتبعث القلب منها للاستيلاء، وما أدراك ما الابتلاء هو صحة ودواء ومرض وشفاء ورحمة من الله وارتقاء هو سليل شرف المؤمنين الأقوياء وعزاء كل مريض وصاحب بلاء هو مرض ولكنها اصطفاء وهو داء ولكنه دواء نسير بكم ومعكم في صنوف الابتلاء وفوائد الاجتباء لنعرف أن نعم الله تترا لا تنتهي بلا ابتداءً والا انتهاء، فإن الابتلاء بأنواع البلايا والمحن في هذه الدنيا الفانية مما كتبه العزيز العلام على الأنام خاصة من هم من أهل الإسلام، فيقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما “نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم.

 

والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة” إذن فالابتلاء هو داء، بل هو رحمة وفضل من الله تعالى وارتقاء، لكن لعدل أرحم الراحمين ورحمته بعباده المسلمين أنه يبتليهم على حسب إيمانهم، وقوة يقينهم وصبرهم، وقال الأبشيهي فلو لم يكن الصبر من أعلى المراتب وأمنى المواهب، لما أمر الله تعالى به رسله ذوي الحزم وسماهم بسبب صبرهم، أولى العزم وفتح لهم بصبرهم أبواب مرادهم، وسؤالهم، ومنحهم من لدنه غاية أمرهم ومأمولهم ومرامهم، فما أسعد من اهتدى بهداهم، واقتدى بهم، وإن قصر عن مداهم، وقيل العسر يعقبه اليسر، والشدة يعقبها الرخاء، والتعب يعقبه الراحة، وقيل أن الوزير المهلبي أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون.

 

كان وزير معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه الديلمي، وكان من ارتفاع القدر واتساع الصدر وعلو الهمة وفيض الكف على ما هو مشهور به، وكان غاية في الأدب والمحبة لأهله، وكان قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة والضائقة، وكان قد سافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال ارتجالا، ألا موت يباع فأشتريه، فهذا العيش ما لا خير فيه، ألا موت لذيذ الطعم يأتي، يخلصني من العيش الكريه، إذا أبصرت قبرا من بعيد، وددت لو أنني مما يليه، ألا رحم المهيمن نفس حر، تصدق بالوفاة على أخيه، وكان معه رفيق يقال له أبو عبد الله الصوفي، وقيل أبو الحسين العسقلاني، فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحما وطبخه وأطعمه..؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى