مقال

نفحات إيمانية ومع الصابرة والمحتسبة المكابدة “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع الصابرة والمحتسبة المكابدة “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الصابرة والمحتسبة المكابدة، تلك المرأة الرحيمة الصالحة التى لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها، بل كانت نعم الزوجة الصابرة المعينة لزوجها، فأظهرت له من الحنان ما وسع قلبها، واعتنت به ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لم تشتكى من هموم آلامه، وظلت راضية حامدة صابرة مؤمنة، تعمل بعزم وقوة، لتطعمه وتقوم على أمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست، وظلت السيده ليا فى خدمة زوجها أيام المرض سبع سنين، ثم أقسم أيوب، لأنها باعت ضفيرتها بخبز، فأطعمته إياه ، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربنها مائة جلدة، ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأس الشيطان، ويرفع ما فيه من نصب وعذاب.

 

فقال الله تعالي فى كتابه العزيز ” واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب” فلما رأى الله تعالى، صبره البالغ، رد عليه عافيته، حيث أمره أن يضرب برجله، فتفجر له نبع ماء، فشرب منه واغتسل، فصح جسمه وصلح بدنه، وذهب عنه المرض، ومن رحمة الله عز وجل، بهذه الزوجة الصابرة الرحيمة أَن أمر الله تعالى، أيوب أن يأخذ حزمة بها مائة عود من القش، ويضربها بها ضربة خفيفة رقيقة مرة واحدة ، ليبرّ قسمه، جزاء له ولزوجه على صبرهما على ابتلاء الله عز وجل، وهذه المرأة الرحيمه الكريمه هي زوجة النبي أيوب بن موهب بن تارخ بن روم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم.

 

وقد تزوج أيوب وله حشمة وأموال، وله أرض كثيره، وكان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة ولد، وأيوب هو الشخصية الرئيسية في سفر أيوب في الكتاب العبري ويعتبره الكتاب العبري نبيا، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم، وهو أيضا دائما ما يضرب به العرب المثل في الصبر فيقولون يا صبر أيوب، وأيوب هو أحد أنبياء الأديان الإبراهيمية اليهودية، والمسيحية والإسلام، وقيل أيضا هو أيوب بن موص بن رازخ بن روم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وهو نبي ورسول بعثه الله تعالى للأدوميين، وكان أيوب نبيا مرسلا، فابتلاه الله تعالى بذهاب كل شئ، ثم ابتلاه بجسده فلم يبق منه سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما ربه.

 

ويقال إنها احتاجت فصارت تخدم الناس من أجله، ويقول الله عز وجل فى كتابه العزيز ” فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر، وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين” فقام الله تعالى، بإحياء من مات من أولاده، أو أعطاه مثلهم من أولاده، وقيل إنه قيل له، إن أهلك في الجنة إن شئت أتيناك بهم وإن شئت تركناهم لك فيها، وعوضناك مثلهم في الدنيا، فاختار الثانية، وروي أن نبى الله أيوب عليه السلام، كان له من البنين سبعون، ومن البنات سبعة، فتمرض في بدنه ثماني عشرة سنة، أو ثلاث عشرة سنة، أو ثلاث سنين، فقالت له امرأته ليا يوما، لو دعوت الله عز وجل فقال لها، كم كانت مدة الرخاء؟ فقالت سبعين سنة.

 

فقال، أنا أستحي من الله أن أدعوه، وما بلغت من بلائي مدة رخائي، فلما كشف الله عنه أحيا أولاده ورزقه مثلهم معهم، وقد قيل أنه كان أيوب عليه السلام بعد سليمان عليه السلام وابتلي وهو ابن سبعين سنة ومدة بلائه سبع سنين، وروى الطبري، أن مدة عمر أيوب ثلاث وتسعون سنة، ولكن قد اختلف في مدة بلائه، وقد روى ابن شهاب عن انس بن مالك رضي الله عنه يرفعه “أن أيوب لبث في بلائه ثمانى عشرة سنة” وقال وهب، ثلاث سنين لم يزد يوما، وقال كعب، سبع سنين، وقيل، سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، وكان نبى الله أيوب تزوج من السيده ليا وكان ذلك لحسبها ونسبها فقد اختارها، ولجمالها ومالها وعلمها أحبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى