مقال

نفحات إيمانية ومع فضل الشهادة ومنزلة الشهيد” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع فضل الشهادة ومنزلة الشهيد” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع فضل الشهادة ومنزلة الشهيد، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” الشهداء خمسة، المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد فى سبيل الله ” فالمطعون هو الذى يموت في مرض الطاعون، وهذا المرض من أشد الأمراض فتكا بالبشر، وقيل ليس هو فقط الطاعون، بل كل مرض يكون وباء يفتك بالبشر فهو طاعون، ومن يموت فيه هو شهيد، والثاني هو المبطون، وهو الذي يموت بسبب داء في بطنه، والثالث هو الغريق في الماء، وهذا الميت يعاني آلاما شديدة قبل الموت، أما الصنف قبل الأخير فهو الذي يقع عليه شيئا متهدما، كالذي يقع عليه جدار أو بناء أو نحو ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى موته بسبب وقوع شيء ما عليه.

 

والصنف الأخير قد استفضنا كثيرا في شرحه فيما تقدم، وقد يقول قائل هل هؤلاء هم فقط أصناف الشهداء في الإسلام؟ نقول لك لا، فقد قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، أيضا “من قاتل دون ماله، فقتل فهو شهيد، ومن قاتل دون دمه، فهو شهيد، ومن قاتل دون أهله، فهو شهيد” فهذه أيضا ثلاثة أصناف أخرى للشهداء في الإسلام، فأما الأول فهو الذي يريد أحد أخذ ماله منه، فيقاتلهم ليدافع عن ماله، فإن قتلوه فهو شهيد بإذن الله، أما الثاني فهو الذي يريد أحد ما قتله فيدافع عن نفسه، فإن قتله فهو شهيد أيضا، وأما الثالث فهو الذي يدافع عن أهله كزوجته وإخوته وأبنائه أو أحد والديه أو أحد أقاربه، فإن قتل وهو على تلك الحال من الدفاع فهو شهيد كذلك.

 

ذلك أن الحق واحد وإن اختلفت الطرق الموصلة إليه، فالشهادة هي الحق، وقد اختط الله لها طرائق كثيرة توصل إليها، فأى طريق يسلكه العبد للوصول إلى الشهادة من الطرائق المشروعة فهو في سبيل الله تعالى، فإن مات وهو على تلك الطريق فإن الشهادة هي المنزلة التي يصيب، والجنة هي الأجر العظيم الذي قد أعده الله لأولئك السادة الكرام، وقد يقول قائل فإذا كانت الحياة بعد الموت مباشرة نصيب المؤمنين والكافرين، فما معنى أن الشهداء أحياء عند ربهم؟ وإذا كانت الحياة ستكون نصيب الجميع من أثيب ومن عوقب فما معنى أن الشهداء أحياء؟ والجواب هو أن حياة الشهداء لها طراز خاص من التكريم الإلهي، ولها أوضاع آثرها الله بها، فإن للشهداء مكانة خاصة.

 

والفقه الإسلامي على أن الشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين، وأن الشهادة درجة يرفع الله تعالى إليها من يتخير من عباده، فهي منحة وليست محنة، فإذا أراد الله عز وجل أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيدا، فقد جاء رجل إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف، اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم، الصلاة قال”من المتكلم آنفا؟” فقال الرجل أنا يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “إذا يعقر جوادك وتستشهد” فهذا أفضل ما يؤتيه الله تعالى عبدا صالحا، أن يقتل في سبيله، فالشهادة إذن مكانة خاصة لناس يريد الله أن يرفع درجتهم.

 

ولذلك يقول الله تعالى في شهداء أحد كما جاء فى سورة آل عمران ” وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء” ولكن، من الشهيد الذي يستحق هذه الدرجة الرفيعة، وهذه المكانة السنية عند الله؟ من هو؟ أهو كل قتيل في معركة؟ لا، إن اليهودي الذي يقتل فوق الأرض العربية معتديا غاصبا يريد أن يطوي الرسالة المحمدية، وأن يجهز على التاريخ الإسلامي هذا القتيل كأى لص يسطو على بيت فيطلق عليه الرصاص، فيذهب إلى النار، وبئس القرار، ليس كل قتيل في معركة يعتبر شهيدا، وقد أوضحت السنة النبوية المشرفة، أن الشهداء لهم تعريف خاص، تتبعنا هذه التعريفات للشهداء فوجدنا أولها “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى