مقال

نفحات إيمانية ومع مكانة الشهيد عن ربه عز وجل ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع مكانة الشهيد عن ربه عز وجل ” جزء 5″

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع مكانة الشهيد عن ربه عز وجل، فعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبد الله بن رواحة فما تحوز له عن فراشه أي تنحى، فقال صلى الله عليه وسلم “أتدري من شهداء أمتي؟ قال قتل المسلم شهادة، قال صلى الله عليه وسلم “إن شهداء أمتي إذن لقليل، قتل المسلم شهادة، والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعاء، التي تموت وفي بطنها ولد، والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة، والسرة ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة، هذا هو السرر، الحبل السري، يجرها به ولدها إلى الجنة، وهذا مخصوص بالمسلمة التي تموت في حمل صحيح.

 

ولذلك استثنى العلماء من هذا الحديث من ماتت بحمل من زنا والعياذ بالله، وكذلك من شهداء الآخرة هو الموت بذات الجنب، كما قال صلى الله عليه وسلم “وصاحب ذات الجنب شهيد” وهو ورم يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، أورام في الجانب يموت بسببها الإنسان، ونرجو إن شاء الله أن يكون كل مسلم مات بالسرطان أن يكون إذن من شهداء الآخرة الذين لهم أجر شهيد، وكذلك من أنواع شهداء الآخرة، هو الموت بداء السل، لقوله صلى الله عليه وسلم “القتل في سبيل الله شهادة، والنفساء شهادة” وقال صلى الله عليه وسلم “والسل شهادة” فإن قدر عبد على أن يجعل همّه مستغرقا بالله عز وجل فلا يقدر على أن يموت على تلك الحالة إلا في صف القتال.

 

فإنه قطع الطمع عن مهجته وأهله وماله وولده، بل من الدنيا كلها فإنه يريدها لحياته وقد هون على قلبه حياته في حب الله عز وجل ونيل مرضاته، فلا تجرد لله أعظم من ذلك، ولذلك عظم أمر الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى، فعن مخارق رضي الله عنه، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يأتيني فيريد مالي؟ قال ” ذكره بالله” قال فإن لم يذكر؟ قال “فاستعن عليه من حولك من المسلمين” قال فإن لم يكن حولي أحد من المسلمين، قال “فاستعن عليه السلطان” قال فإن نأى السلطان عني وعجل علي؟ هذا اللص قاطع الطريق عجل عليّ ولم يكن وقت للاستنجاد، قال “قاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك” وإن من الشهداء أيضا.

 

هو الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس، فقال صلى الله عليه وسلم “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد” فإن الذي يقتل دفاعا عن عرضه ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، وقال صلى الله عليه وسلم “من قتل دون مظلمته فهو شهيد” والموت في الرباط في سبيل الله من أعظم الميتات وأطيبها، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان” وأما من مات على عمل صالح قبض عليه فإنه من علامات حسن خاتمته، قال صلى الله عليه وسلم “من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة”

 

“ومن صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة” فلقد كان حرص السلف الصالح علي الاستشهاد في سبيل الله شديدا وواضحا رغم ظروفهم الصعبة، فإن الشهداء لهم تعريف خاص، وهو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، فهو من اعتنق الحق، وأخلص له، وضحى في سبيله، وبذل دمه ليروي شجرة الحق به فهذا شهيد، وأما فضل الشهادة والترغيب فيها فشيء آخر، وهو أعظم وأجل، فعن مسروق قال سألنا عبدالله عن هذه الآية ” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى