مقال

نفحات إيمانية ومع حق اليتيم فى الإسلام ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع حق اليتيم فى الإسلام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

لقد اعتنى الإسلام بالأيتام، وحث على ضرورة رعايتهم، وتأديبهم، والدفاع عنهم، والحفاظ على حقوقهم، والإحسان إليهم، إذ إن اليتيم يحتاج للعطف والحنان واللين ممن حوله، كما يلزمه الإرشاد والتوجيه في حياته، ليخرج بصورة حسنة، متخلق بأسمى وأحسن الأخلاق والصفات، وقد نبّه الله تعالى على ضرورة العطف على اليتيم في القرآن الكريم، فقال سبحانه وتعالى” فأما اليتيم فلا تقهر” وكما وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي ترغب وتحث على رعاية حقوق اليتيم، والعطف عليه، وكفالته، وعن مالك بن الحارث أنه سمع النبى الكريم صلى الله عليه وسلم يقول

 

” من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة، ومن أعتق امرءا مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضوا من النار” رواه الإمام أحمد، وعن أبي أمامة الباهلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السبابة والوسطى” وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه اليتيم والمسكين وابن السبيل” رواه الإمام أحمد.

 

وعن ابن عباس، أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قبض يتيما من بين المسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البته إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر له ” رواه الترمذى، وقال علي بن أبي طالب رضى الله عنه ” أعينوا الضعيف والمظلوم والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، وارحموا الأرملة واليتيم” وكما حذر الله سبحانه وتعالى، في بعض الآيات القرآنية من إهمال حقوق الأيتام، أو عدم أدائها، والتقصير فيها وذلك مما يدل على شمولية الدين، وتكامله، مما يساهم في بناء مجتمع قوى لا يفرق بين أحد من أفراده، فاليتيم هو من مات عنه أبوه وهو صغير لم يبلغ الحلم أى قبل البلوغ، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ.

 

لقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لا يتم بعد احتلام ” وهناك اللطيم وهو الذى فقد كلا الوالدين وكل لطيم يتيم وإن كان ذلك قبل البلوغ، وليس كل يتيم لطيما لأن اليتيم هو من مات عنه الأب قبل البلوغ واللطيم من مات عنه الوالدان، ولقد أوصانا الله تعالى برعاية اليتيم وحذرنا من خيانة أمانته وأكل ماله ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة واشار باصبعيه السبابة والوسطى” فاتقوا الله تعالى وأعدوا الزاد للقائه فهو سبحانه وتعالى القائل ” وتزودوا فإن خيرالزاد التقوى ” ويقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم كما جاء فى سورة الأنعام.

 

 

” ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، وأوفوا الكيل والميزان بالقسط، لا نكلف نفسا إلا وسعها، وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى، وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون” فإن رعاية اليتيم ثوابه هو صحبة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة، فإن هذه هي الآية الثانية من ثلاث آيات تضمنت الوصايا العشر المذكورة في سورة الأنعام، وكانت الآية الأولى قد ذكرت خمسا منها هي توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، والإحسان إلى الوالدين ورعاية الأبناء بدل قتلهم خشية الفقر، واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، واجتناب قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق فيكون الإحسان إلى اليتيم والعدل في أمواله هو الوصية السادسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى