مقال

نفحات إيمانية ومع إياكم ومال اليتيم ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع إياكم ومال اليتيم ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع إياكم ومال اليتيم، وقال نبى الله داود عليه السلام في مناجاته إلهي ما جزاء من أسند اليتيم و الأرملة ابتغاء وجهك ؟ قال جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي معناه ظل عرشي يوم القيامة، ومما جاء في فضل الإحسان إلى الأرملة و اليتيم عن بعض العلويين، و كان نازلا ببلخ من بلاد العجم وله زوجة علوية وله منها بنات وكانوا في سعة ونعمة، فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء، واتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة، ومضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد.

 

وجمع على رجل مجوسى، وهو ضامن البلد فبدأت بالمسلم وشرحت حالها له، وقالت أنا امرأة علوية ومعي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة، وأريد الليلة قوتهم فقال لها أقيمي عندي البينة أنك علوية شريفة فقالت أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها، فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسى فشرحت له حالها، وأخبرته أن معها بنات أيتام وهي امرأة شريفة غريبة، وقصت عليه ما جرى لها مع الشيخ المسلم فقام وأرسل بعض نسائه، وأتوا بها وبناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام، وألبسهن أفخر اللباس وباتوا عنده في نعمة وكرامة قال فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت.

 

وقد عقد اللواء على رأس النبى صلى الله عليه وسلم، وإذا بقصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ والياقوت وفيه قباب اللؤلؤ والمرجان، فقال يا رسول الله لمن هذا القصر ؟ فقال صلى الله عليه وسلم لرجل مسلم موحد فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقم عندى البينة أنك مسلم موحد قال فبقي متحيرا فقال له صلى الله عليه و سلم لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمى عندي البينة أنك علوية، فكذا أنت أقم عندي البينة أنك مسلم فانتبه الرجل حزينا على رده المرأة خائبة، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسى، فأرسل إليه فأتاه فقال له أريد منك المرأة الشريفة العلوية و بناتها.

 

فقال ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني قال خذ مني ألف دينار وسلمهن إلي، فقال لا أفعل فقال لا بد منهن فقال الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي أتدل علي بالإسلام ؟ فوالله ما نمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية، ورأيت مثل الذي رأيت في منامك، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم العلوية وبناتها عندك ؟ قلت نعم يا رسول الله، قال القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل قال فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله”

 

وقال الراوي أحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر، والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى، ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة الطلاق “تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه” فقد حذرنا الله تبارك وتعالى من انتهاك حرماته والتعدى عليها وجعل ذلك من أكبر الكبائر التى يجب أن يقام عليها الحد، وهو العقوبة لكل خطيئة على حدة، فقال تعالى كما جاء فى سورة النساء “ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين” وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من انتهاك حرمات الله تعالى لأن كل من أصاب شيئا من محارم الله فقد أصاب حدوده وركبها وتعداها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى