مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 6″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، ولقد مرت على المسلمين ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحول هذه الذكرى العطرة أفكار، وهى كيف نحتفل بذكرى المولد النبويِ الشريف؟ وهو بالتجارة الرابحة هي التجارة مع الله عز وجل، وقيل إن الاحتفال بذكرى المولد بدعة، والجواب الدقيق هو أنك إذا ألقيت على الناس حديثا عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعلت؟ فإن الاحتفال بعيد المولد يوم لتعريف الناس بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فقال الله عز وجل فى سورة المؤمنون ” أم لم يعرفوا رسولهم” فتعريف الناس بالنبي عليه الصلاة والسلام بعصمته، وبنبوته، وبشمائله، وبسيرته، وبأقواله، وبأفعاله.

 

وبدوره، وبقدوته من صلب الدين، ولو قدمت الطعام وإطعام الطعام من سنة سيد المرسلين، ولكن متى يغدو المولد بدعة؟ وهو إذا قلت إن الاحتفال بذكرى المولد عبادة يجب أن تؤدى، أو إن قلت إنما هو عبادة فهو ليس بعبادة، إنما هو ممارسة لنشاط إسلامي مغطى بآيات القرآن الكريم، وبسنة النبي الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم، ويجب أن نعتقد جميعا أن معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام فرض عين على كل مسلم، ودقق في كلمة ” فرض عين ” أي لا يُعفى مسلم كائنا مَن كان من معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، فقال الله تعالى فى سورة الأحزاب ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا”

 

فإن من عرف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم استنبط من مواقفه قواعد لحياته، ولكن كيف يكون لك النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؟ إن لم تعرف مواقفه، وإن لم تعرف شجاعته، وإن لم تعرف رحمته، وإن لم تعرف عدله، وإن لم تعرف علاقته بأزواجه، أو علاقته بإخوانه، أو علاقته بجيرانه، وكيف تتخذ النبي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة ومثلا إن لم تعرف سيرته ومواقفه؟ فإن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم منظومة قيم كاملة، وكل موقف وقفه النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تقلده، ويكفيك أن النبي عليه الصلاة والسلام حين كان مع أصحابه في سفر، وأرادوا أن يعالجوا شاة ليأكلوها، قال أحدهم عليَّ ذبحها، وقال الآخر عليَّ سلخها.

 

وقال الثالث عليَّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام ” وعليَّ جمع الحطب ” ولو سألتم الخبراء في هذا العمل لقالوا إنه من أشق الأعمال، فقال أصحابه يا رسول الله نكفيك ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام” أعرف أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزا على أقرانه” فهذه من سُنة النبي العملية، من سيرته، لو طبقها المسلمون في نشاطاتهم كلها لما وجدت شقاقا، ولا عداوة، ولا مشاحنة، ولا بغضاء، ولا تدابر، إذا سويت نفسك مع الناس أحبك الناس، أما إن استعليت عليهم فأبغضك الناس، هذه واحدة، ولو وقفتم عند مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته موقفا موقفا ومشهدا مشهدا، لاستنبطتم من مواقفه قواعد لحياتكم، مناهج في سيرتكم، منظومة قيَم تنظم أعمالكم.

 

إذن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية أو معرفة سيرته فرض عين على كل مسلم، معرفة سُنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أي أحاديثه الشريفة فرض عين على كل مسلم، والدليل هو قول الله عز وجل فى سورة الحشر ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وهكذا فإن معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم، فكيف تأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنت لا تعرف أَقوال النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تنتهي عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأنت لا تعرف منهيات النبي صلى الله عليه وسلم؟ إذن ما لا يؤدى الفرض إلا به فهو فرض، ما لا تؤدى السُنة إلا به فهو سُنة، ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى