مقال

نفحات إيمانية ومع النبى صاحب الأخلاق ” جزء 5″ 

نفحات إيمانية ومع النبى صاحب الأخلاق ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع النبى صاحب الأخلاق، فعندما أذن الله لليل أن ينجلي، وللصبح أن ينبلج، وللظلمة أن تنقشع، وللنور أن يشعشع فأرسل الله رسوله الأمين الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، أفضل البرية وأشرف البشرية، فقال تعالى فى سورة التوبة ” لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” فاختاره الله عز وجل للنبوة واجتباه، وأحبه للرسالة واصطفاه صلى الله عليه وسلم، ما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار، وتعاقب الليل والنهار، وإن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، أن نطيعه ونتبع سنته، وننفذ أوامره، ونسلك طريقه، ونقتدي به، فيقول الفضيل بن عياض رحمه الله إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل.

 

وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، والصواب أن يكون على السنة، والخالص أن يكون لله، وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الكهف ” فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا” ويقول الإمام مالك رحمه الله، السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلا بد للمسلم من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بها والانقياد إليها، والثبات عليها، فقال صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ” ويقول صلى الله عليه وسلم “هذه سنتي، فمن رغب عن سنتي، فليس مني” فيجب علينا أن نلتزم بحقوقه صلى الله عليه وسلم.

 

وعلينا أن نقرأ سيرته، وأن نتدبر حياته، ونستمع إلى أخباره فإنه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لنا في أمورنا كلها، فقال تعالى ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” فاقرؤوا عن حياته ومعاملاته وعباداته وغزواته، وهديه مع أهله وطريقته مع أصحابه، وسلوكه مع أعدائه، وتعرفوا على حياته اليومية، كيف كان يأكل؟ وكيف كيف كان ينام؟ وكيف كان يفعل في أموره كلها؟ فإن سيرته صلى الله عليه وسلم دواء للقلوب وصلاح للعقول، وشفاء للنفوس، وهي التطبيق العملي والتفسير التطبيقي، والنموذج الحي للقرآن الكريم، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، بأنه كان قرآنا يمشي على الأرض.

 

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن ننصره وأن نتصدى لكل من يسبه، أو يلفق التهم ضده، أو يحاول أن يطفئ نوره، وما أكثرهم في هذا الزمان لا كثرهم الله، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست أقوالا تقال، ولا دعاوى تدّعى، ولا طبولا تدك في المساجد، وإنما محبته صلى الله عليه وسلم تعني طاعته واتباعه، وإجلال أمره ونهيه، فيقول الله تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” ولقد اختلف العلماء والمؤرخون في تحديد اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم فبعضهم يقول إنه في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول، وبعضهم يقول إنه في اليوم الثامن، وبعضهم يقول إنه في اليوم التاسع.

 

وبعضهم يقول إنه في اليوم العاشر، وبعضهم يقول إنه في الثاني عشر، وبعضهم يقول إنه في السابع عشر، وبعضهم يقول إنه في الثاني والعشرين، ورجّح أكثر المحققين والفلكيين أنه صلى الله عليه وسلم ولد في يوم الاثنين الثامن من شهر ربيع الأول لأنهم وجدوا أن تاريخ الثاني عشر لا يصادف يوم الاثنين، ولكنهم اتفقوا على أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فأيهما أولى أن نحزن أو نحتفل؟ وأيهما أولى أن نتمسك بالمختلف فيه أم بالمتفق عليه؟ فإن إقامة الموالد والاحتفال بها لا تزيد النبي صلى الله عليه وسلم شرفا ولا رفعة لأن شرفه وفضله صلى الله عليه وسلم فوق القمة، فهو سيد الأولين، وأكرم الخلق عند رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى