مقال

الغاء مجانية التعليم .

الغاء مجانية التعليم .

 

بقلم: أشرف عمر

 

طه حسين عندما قال شعارة العاطفي بان التعليم كالماء والهواء لم يكن يقصد به ان يكون التعليم في مصر مجانيا بمفهومه المطلق المجرد والذي اوصل التعليم الي هذا الحال لان الماء كانت علي زمانه تباع بالنقود من اجل الانفاق علي تنقيتها وجعلها صالحه للشرب

 

والتعليم في مصر يمر بمحنه شديدة بسبب هذه الشعارات التي ادت الي عجز في عدد المدارس وتذمر المدرسين وفتح ابواب جانبية للتربح من خلال استغلال الطلبة وتخريج اعداد كثيرة من انصاف المتعلمين العاطلين ولذلك فان الامر

 

يحتاج إلي أعاده هيكله ومواجهه حقيقية من الدولة واتخاذ قرارات حاسمه وجريئة في هذا الخصوص وذلك بان تتخلي الدولة عن دور الأب في العملية التعليمية وشعار مجانية التعليم لانها لن تشكر مهما فعلت وخططت

 

والانتقال إلي الدور الرقابي والتوجيهي عليه لان التعليم الجيد الآن لم يعد مجانيا كما يعتقد البعض وإنما هو اقتصاد مبني علي الربح والخسارة ، وان العالم قد تغير من الاشتراكية إلي الرأسمالية وهذه حقيقة ينبغي أن لا ننكرها

 

ولا مجال إمامنا الان إلا بالنهوض بالعملية التعليمية ومواجهه كافة المشاكل فيها والتي تراكمت لسنين طويلة دون مواجهه حقيقية ، وقد ان الاوان ان يتحمل الطالب جرء من بناء المدارس والمنظومه التعليمية

 

وذلك عن طريق الاستفادة بأموال الدروس الخصوصية التي تستنزف علي قله من المدرسين من محدودي الإمكانيات والفكر دون طائل حقيقي علي اقتصاديات التعليم في مصر و الذي أصبح في حاله يرثي لها ابتداء من الخدمات التعليمية المقدمة أو أنصاف المدرسين أو الطلبة الذين تخرجوا ويتخرجوا ولا يصلحوا للالتحاق في أيه وظيفة في سوق العمل وأصبح اغلبهم بلا أخلاق أو تربيه ولن يكون لهم مستقبل وظيفي حقيقي في النظام العالمي الجديد سواء في مصر أو خارج مصر .

 

ولذلك ينبغي أعاده هيكله هذا القطاع الحيوي والمهم وخصخصته وان يتحمل الطالب جزء من تطويرة ، ومنح جزء كبير منه والتنازل عنه كليا أو جزئيا إلي القطاع الخاص من ذوي الخبرة والكفاءة والحزم أو الاشتراك معه في أداره المدارس التابعة للدولة ، وإلغاء ما يسمي بشعار مجانية التعليم والاستفادة بما يصرف من أولياء الأمور علي الدروس الخصوصية من مليارات الجنيهات سنويا علي أعاده هيكله العملية التعليمية وأعاده تنظيمها بعد أن ألغت الدروس الخصوصية مجانية التعليم .

 

لان التلاميذ قد هجروا المدارس تماما ولم تعد المدارس جاذبه لهم وذلك بفعل المدرسين الذين رفعوا شعار الدروس الخصوصية ومراكزها بدلا من الاهتمام بالمدارس التابعة للدولة والحضور اليومي للطالب لتربيته وتثقيفه وتعليمه بما افقده مميزات كبيره جدا تتعلق بتكوين شخصيته.

 

وأصبحت وزاره التعليم عاجزة عن مواجهه كثير من الظواهر السلبية التي أصبحت متأصلة في كل بيت مصري أو حتي السيطرة علي الطلبة في داخل المدارس بسبب محدودية إمكانيات المدرسين وقله الخبرة لدي الإداريين فيها

 

ولذلك ينبغي مواجهه هذا الأمر وأعاده النظر في التعليم في مصر مرة أخري ليتوافق مع المعايير العالمية

 

وأعاده هيكله قطاعات التربية والتعليم والتعليم الجامعي وتخصيصها جزئيا أو كليا وإسنادها للقطاع الخاص علي أن يتحمل المواطن جزء من المصروفات الخاصة بتلك المدارس والجامعات في إطار واقعي هدفه تطوير العملية التعليمية وضمان جودتها وجديتها أسوة بالمعمول به عالميا، وان تكتفي وزاره التعليم بدورها الرقابي والمنهجي علي تلك المدارس والحامعات ووضع شروط صارمة وحازمه علي تلك المدارس ومنها سحب التراخيص والمباني منها في حال مخالفتها لشروط الترخيص والتعاقد مع وزاره التربية والتعليم أو التقصير أو التراخي أو عدم إعداد مدرس نموذجي يحاكي المستقبل وتدريبه ومراقبه أداءه بصوره مستمرة

 

التعليم هو مستقبل مصر ولن تنهض مصر فكريا ومهنيا وثقافيا واقتصاديا ما لم يكن هناك تعليم حقيقي ومدارس وجامعات نموذجيه ومتطورة بمدرسيها وإدارتها ومناهجها ووسائلها وتخطيط هيكلي مبني علي أسس علميه تراعي التطور الزمني والمتطلبات العالمية لأسواق العمل العالمية

وهذا الأمر لن يتأتي إلا بإدخال القطاع الخاص لأداره المدارس التابعة لوزارة والتعليم ورقابة والحكومة عليها أو إلغاء الدولة لمجانية التعليم وأعاده هيكله التعليم مره أخري وتطويره وتطوير العاملين فيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى