خواطر وأشعار

مسافر من الجنوب الى النور….

مسافر من الجنوب الى النور….

بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى

هو شاب صعيدى مؤمن بأن الكلمة امانه والادب رسالة والاضواء للاجمل والانبل والاكثر نفعا للمجتمع والناس

لهذا سوف تراه يحمل كل شهر احلامه فى حقيبته .. عابر القضبان اميال سيرا على قلبه

انيسه فى عربة القطار وعيه ومسئوليته المجتمعيه نحو عاصمة التاريخ و النور حاملا اينما ذهب فكره المستنير ليشعل به مزيد من النور يهتدى بها من حاصرهم الظلام فى هذا العصر الظلامى

فيقدم الامسيات ويعطى الكلمة للقامات ويمنح الشرف لمن يستحقونه فقط

وحين تلقيت دعوته تأكدت بأنى على موعد مع لحظة استثنائية من عمرى وقد كان ما ظننته

لم يكن الحضور كثير لكن الوقت كان جدا قليل

وتزينت المنصة

بحضور الروائى العظيم/

محمد السيد عيد

والمخرجة المبدعة / ايمان يحى

والكاتب والشاعر ونائب الرئيس الاسبق للاذاعة المصرية / زينهم البدوى

والشاعر الجميل /حسين حرفوش

وكوكبه من مبدعى الوسط الشعرى والاذاعى والادبى فى حوار اظن انى رويت وجدانى حتى الثمالة مما قيل فيه

واظن انى ممتنه لصاحب الدعوة الشاعر الصعيدى الجميل حامل الحلم والقلم / عصام مهران او الفتى مهران

كما احب ان ألقبه انا

فالفتوة تليق به وهو اهل لها وفوق فتوه الفأس والفكر فتوة التحدى والامل

وقد تكبد هذا الرجل كثيرا من التعب و العناء طوال ساعات وقف فيها خلف الكواليس سعيد بالتعب بأحاديث الضيوف المنتقاه حضورهم لما يحملوه من درر فى احاديثهم

وتحدث صاحب كنوز اجمل واثرى الاعمال الاذاعيه الهامة فى تراثنا الحضارى وفوقهم لآلئ من اجمل اعمال التليفزيون المصرى الذى اذكر منهم على سبيل المثال

قاسم امين

الزينى بركات

الامام الغزالى

مشرفة رجل لهذا الزمان

على مبارك

ابن رشد

وغيرهم من الاعمال التاريخيه الكبيرة القديرة

وقال قوله العظيم ومبدأه الاعظم فى سطر حين قال انه لو اراد الملايين لحصل عليها من روايات الهجر والغرام والمخدرات والخيانات

لكنه اختار طريقه من البدايه اختار ان يضيف للدراما المصرية القيمة والمعلومة من عمق التراث والتاريخ

وقرر ان يترك لابناءه ما يفخرون به وليس ما ينفقونه

شئ جعلنى بعد الاعجاب بإعجاب بأنى فى حضرة واحد من النادرين فى هذا الزمن

ثم تبعه الشاعر حرفوش بأشعار ولا اروع

وتحدث عن دور الشعر فى حماية اللغه التى تحدثها بسلاسه وبهاء

وتحدثت المخرجة الجميلة عن تحديات الاذاعة لتحافظ على مستواها الثقافى والهوية المصرية فى اكثر العصور ظلاميه ورغم زهد الاجر ومضعافه المجهود ومحاربه الجهل والتجاهل من كل اتجاه لكنهم ظلوا صامدين خلف الميكرفون مرابطين وقت ان اجتمع لهم الناس امام ماسبيرو للجهاد المزعوم الذى صنعه الاخوان لفرض هويتهم حتى تمت ازالتهم مثل كل شئ غير صحيح لا يصح فى النهايه

ثم كانت الكلمة للنائب الاسبق لرئيس الاذاعة وامين اتحاد كتاب مصر

الذى لخص ازمة الفكر والفن والهوية واللغه فى بضعه اسطر قصيرة بليغه كافيه وشافيه تماما

وانتهت الامسية ولم ينتهى الشغف لمزيد من حديث العقلاء العظماء تلك القامات الصامته التى تحارب طواحين السفه والعته والمسوخ والجنون فى صمت وثبات

وشاهدت الفتى مهران وهو يجمع حقائبه عائدا فى رحلته الشاقه سعيدا بشقاؤه فى سبيل رسالته

ورغم انه الشاعر صاحب الكلمات الكثيرات التى تحتاج ندوات وندوات لكنه طوى كتاباته ولم يفصح عن كلماته واكتفى بالسماع والمشاكسه مع الحضور

لكنه لا ولم ولن يترك الساحة ابداً

فهو يؤمن ان قدر المثقفين ليس الافصاح عن نفسهم بالكلمات بقدر ما يؤمن ان دورهم ايضا وضع بقعه ضوء على وجه مضيئة تختفى فى ظلام الجهل بها

عاد الجنوبى الى ارضه الطيبة ليرتب لرحلته المقبله

ولن يهدأ الفتى مهران حتى يدعو كل فرسان القلم الى امسياته فهو يؤمن ان محاربه الظلام لا تكون الا بإشعال النور وهو المسافر من الجنوب دوما بحثا عن النور

وانا التى اتتبع اثره لاعيش لحظات فى النور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى