مقال

نفحات إيمانية ومع التربية الإسلامية فى الشريعة “جزء 1” 

نفحات إيمانية ومع التربية الإسلامية فى الشريعة “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن التربية الإسلامية هي عبارة عن التطبيقات الفعلية لأحكام الشريعة الإسلامية، فبقدر ما يكون الشخص مطبقا وملتزما بأحكام الشريعة الإسلامية، يُنظر إليه أنه متربى تربية إسلامية، ممتثل لأحكام وأوامر الله تعالى، وعلى العكس من ذلك الذي يتساهل في تطبيق أحكام الشريعة ولا يهتم بها، يُنظر إليه أنه ناقص التربية الإسلامية، لذا تنبثق وجهة نظر التربية الإسلامية من الدين الإسلامي الحنيف، ولولا ذلك لما سميت تربية إسلامية، وبسبب هذه الوجهة الخاصة بها ترى الأشياء رؤية تميزها عن غيرها، وتضفي عليها طابعا خاصا، لذا فإن كل من يتربى تربية إسلامية يكتسب شخصية مميزة ذات طابع خاص لأن التغيير الذي تسعى التربية الإسلامية إلى إحداثه.

 

عند الفرد أو الفئة المستهدفة بالتربية، هو تغيير مبني على أصول عقدية وتشريعية، لا شبيه ولا مثيل لها، الأمر الذي ينتج عنه بالضرورة شخصية لا شبيه ولا مثيل لها لأن البناء يأخذ منحى الأساس الذي انبنى عليه ولا يختلف عنه، وإن التربيةَ الإسلامية هى المنهج الواضح الذي رسمه القرآن الكريم والسنة النبوية، وتتكفل برعاية الإنسان من حيث البدن والعقل والروح، وقد تعددت تعريفات العُلماء للتربية الإسلامية، ومنها تعريفها بأنها تحضير الإنسان للحياة في الدنيا والآخرة، ومن تعريفاتها أنها المفاهيم المترابطة التي تنضبط بفكر وأساس واحد وتعتمد على مبادئ وأخلاق الإسلام، وتبين للفرد الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه بما يتوافق مع تلك المفاهيم والمبادئ.

 

وأنها أيضا الطريقة الأفضل في التعامل مع فطرة الإنسان، وتعليمه بطريق مباشر وغير مباشر، كالكلمة والقدوة، بناء على منهج ووسائل تختص بتلك الطريقة لتوجيه الإنسان وتغييره نحو الأفضل، وهى تربية الطفل ورعايته بطريقة تكاملية تشمل جميع جوانبه البدنية والعقلية والروحية بناء على مبادئ الإسلام ونظرياته، فالتربية الإسلاميّة منهج متكامل لرعاية الإنسان وتربيته على الأخلاق الحسنة، وتضمن له التوازن والتوافق بين الحياة الدنيا والآخرة، إن التربية والتعليم من المبادئ والمهمات الأساسية التي اهتم بها الإسلام ودعا إليها، حيث يمكن بواسطتهما بناء بنيان راسخ وقوي للأمة، فالتربية هي تنمية سلوك الفرد وترقيه نحو القيم العليا.

 

وإنها لا تستقيم الا بالتعليم والعكس صحيح، وقد أكد القرآن الكريم على أهميتهما وأشار في عدد من الآيات إلى ذلك، والتعليم هو عبارة عن نقل المعلومات والأفكار للأفراد بصورة منظمة، وواضحة، ومحددة الأهداف، واما التربية فهي عملية تهدف إلى مساعدة المتعلم على اكتساب أنماط السلوك الذي يجب عليه أن يسلكه في المواقف الحياتية المختلفة، وهي تساهم في تنمية الأفراد، وتعمل على تطوير مهاراتهم العلمية، والعملية، وقد يعتمدها المجتمع لتنشئة الأجيال الجديدة، فان التربية والتعليم هما الاساس في بناء الامم، وتطور الحضارات، ورقيّ الأفراد، وإن التربية لا تستقيم الا بالتعليم والعكس صحيح، وعندما نرى الأمثلة لواقع الأبناء وواقع الوالدين .

 

ربما يتساءل الواحد منا وما الحل أو المخرج من هذا المأزق ؟ وهو أن من السبل المعينة على حسن تربية الأبناء هو صلاح الأبوين ومن ذلك العناية باختيار الزوجة الصالحة، و سؤال الله الذرية الصالحة فهو دأب الأنبياء والمرسلين والصالحين، والإخلاص والاجتهاد في تربية الأبناء والاستعانة بالله عز وجل فى ذلك وهو منهج الخليل إبراهيم عليه السلام وامرأة عمران، وإعانة الأولاد على البر وحسن الخلق، والدعاء للأبناء وتجنب الدعاء عليهم فإن كانوا صالحين دعا لهم بالثبات والمزيد، وإن كانوا طالحين دعا لهم بالهداية والتسديد، وأيضا غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة والقيم الحميدة والأخلاق الكريمة في نفوس الأبناء وخير مصدر لذلك هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة السلف الصالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى