مقال

نفحات إيمانية ومع الإهتمام بالتربية والتعليم “جزء 6” 

نفحات إيمانية ومع الإهتمام بالتربية والتعليم “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الإهتمام بالتربية والتعليم، وإن للتربية الإسلامية العديد من المصادر، وهى القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزله الله سبحانة وتعالى على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، ففيه تثبيت للقلب، وترسيخ للإيمان، وتعليم القرآن وقراءته، لقول الله تعالى ” وقال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا” وذلك لما يتمتع به من أسلوب فريد في التربية، فيبدأ بالإقناع العقلي مراعيا العواطف الإنسانية، بكل بساطة بعيدا عن التعقيد، مع تنوعه في استخدام الأساليب العربية، ومما يؤكد ذلك أن بداية نزول القرآن الكريم فكانت آيات تربوية.

 

وهي قوله تعالى ” اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذى علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم” ومن مصادر التربية الإسلامية هى السنة النبوية المشرفة وهي كل ما جاء عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير وصفة، لقول الله تعالى ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” فجاءت السنة النبوية المشرفة لبيان ما جاء في القرآن الكريم من تشريعات وآداب، فتوضح المنهج الإسلامي المتكامل، بالإضافة إلى استنباط الأساليب التربوية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أصحابه وأسرته وأهله، ومراعاته لجميع فئات المجتمع، كالطفل والرجل والمرأة والكبير وغير ذلك.

 

وأيضا من المصادر هو هدي الصحابة والتابعين، حيث أن الصحابة رضي الله عنهم تعلموا من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأخذوا منه، وكانوا يطبقون القرآن فور نزوله، فجاء عنهم، كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجاوز السورة من القرآن حتى نحفظها ونعمل بها، ومن شدة تأثير القرآن في تربيتهم أنه أغناهم عن الشعر، وأخبار العرب، وعن الكهانة، فعلموا غيرهم من التابعين، وكذلك فإن للتربيّة الإسلامية العديد من الميادين، وتتمثل هذه الميادين في قول الله تعالى ” هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين” ومن هذه الميادين هو تلاوة الآيات.

 

حيث يعزز هذا الميدان ولاء المسلم لدينه، وإظهاره في القول والعمل، من خلال دراسة معجزات الأنبياء، وتاريخ الإنسان، والسنن الكونية، والعلوم والاختراعات العلمية، لقول الله تعالى ” سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق” والميدان الثاني وهو التزكية وذلك من خلال تعديل السلوك الإنساني نحو القيم الإسلامية الصحيحة، وتطهير النفس وإصلاحها، وتوجيهه نحو السلوك المستقيم، لقوله تعالى ” قد أفلح من تزكى” والميدان الثالث وهو تعليم الكتاب وهذا الميدان يترتب على ما سبقه من ميادين، فعندما يتلو الإنسان القرآن ويزكي نفسه يكون مؤهلا لاستقبال التشريعات والأحكام التي جاء بها الإسلام.

 

وفي هذا الميدان يتعلم الفرد العلاقة بينه وبين خالقه، وأثرها في عزته وكرامته، ويدرك المضمون الحقيقي للعبادة من خلال التفقه في دينه، ويمكنه من معرفة الآثار الإيجابية للإيمان، والآثار السلبية للكفر، وتقوم التربية الإسلامية على تحقيق الغرض منها بعدة أساليب، ومنها القدوة الحسنة وهذا الأسلوب يساعد على تربية الفرد وتأسيسه التأسيس الصحيح وخاصة في مرحلة الطفولة فالطفل يكتسب سلوكه من خلال تقليد غيره، وقد أمر الله تعالى في القرآن الكريم بالاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” ومما يفرض على المُربي هو اختيار الأصحاب الصالحين لأبنائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى