مقال

أنا أعزب وأفتخر …..

أنا أعزب وأفتخر …..

كتبت / داليا فوزى

الكثيرات اللاتي لم يسبق لهن الزواج، أو سبق لهن الزواج وانتهت علاقاتهن الزوجية بالفشل، تجمعهن الرغبة نفسها في أن يقضين حياتهن دون ارتباط . وكذلك يرى العديد من الرجال أن سعادتهم ستكون في عدم الزواج . الدوافع قد تكون مشتركة بين النساء والرجال، وكلها تدور حول الاستقلالية المادية والحرية الشخصية وعدم التقيد بمسؤوليات تجعل من الشخص منفذًا لرغبات واحتياجات أسرته فحسب .

فقد اثنبتت الدراسة الحديثة الصادرة عن باحثين بجامعة ويسكونسن- ماديسون الأمريكية قد أظهرت أن ضغوط الحياة الزوجية تصيب المتزوجين بالاكتئاب .

كما كشف استطلاع للرأي قامت به مجموعة مينتل البريطانية لبحوث السوق على أكثر من ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 25 و70 عامًا، بعضهم لم يسبق لهم الزواج والبعض الآخر مر بتجربة سابقة انتهت بالطلاق أو بوفاة الشريك، أن 56% من نساء العينة أبدين شعورًا بالسعادة في الحياة من دون شريك، كما عبر 46% من رجال العينة أيضًا عن الشعور ذاته .

إن الله خلق حواء من ضلع آدم ، ومقتضى ذلك أن تكون المرأة بعض الرجل، وأن يكون الرجل الكل الذى انبثقت منه المرأة ، فهذا هو ما يُولد المودة والرحمة ؛ لأن الكل ينبغي أن يعطف على الجزء وأن يحتويه ، والجزء ينبغى أن يطيع الكل، فالمنطق أن القلب واليد تطيع الجسد، والمخ يصدر أوامره فيعمل الجسم كله، وعليه فينبغى أن يكون فى وعى الرجل والمرأة عند التعامل فى نطاق العلاقة الزوجية جزئية «عدم الاستغناء» فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر ، حتى لو اتخذ قرارًا بالاستغناء فإنه يكون قد اتخذ قرارًا يعذب به نفسه، ويضاد به فطرته، ويخالف به دينه .

وجزء كبير من مشكلاتنا يكون بسبب عدم تحديد المرجعية مما يعرضنا للوقوع فى أغلاط المفاهيم ، فنخلط التقاليد بالإسلام ونجعل من الإسلام اجتهادًا ، فيفهم الرجل أن الرجولة «قهر» وتفهم المرأة أن الأنوثة «لعب على عقل الرجل ومكر به» ولذا نفقد روح التناصح فلا نجد امرأة كالمرأة العربية القديمة التى كانت تنصح ابنتها «كونى له أمة يكن لك عبدًا».

إن الزواج ليس تنفيسا عن ميل بدني فقط..

إنه شركة مادية وأدبية واجتماعية تتطلب مؤهلات شتى .

من أسس الزَّواج النَّاجح الاِحترام المتبادل بين الزَّوجينِ في علاَّقاتهم، وتقديرَّ كل منهم إلى أخر من غير إنقاصِ قدر الآخر، وخاصَّة أمام الآخرين مثل الأفراد العائلة الزَّوج أو عائلة الزَّوجة، فلابدٌ أن تبنى الحياة الزوجِية على الاحترام المتبادل سواء أثناءِ المناقشة أو الحوار، ومهما كان وجهة النَّظر الأخرى سواء أكانت صحيحةً أو خاطئةً، فيجب توضيح وجهة نظرك ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار مشاعر الآخر، وعدم محاولة الاستخفاف بما لُدِيِه وما يعرفهٌ .

من أسس نجاح الزَّواج هو الشُكر والتَّقدير ما يقوم به الآخر، وعدم نكرانٍ وجحودٍ مايقوم به، لأَنَّ من أسبابِ الْعَلَاَّقَاتِ الْفَاشِلَةِ هو عدم الاعتراف بالمجهود الذي يبذله الآخر، فيتوجبُ عليك أن تقوم بشكرِه وتقديرِه بما يقدّمه من هدايةٍ، وعدم إشعاره بأنّه واجب عليه فعل ذلك؛ فإذا شعرته أنّه واجب عليه فعلًّ ذلك سيؤدّي إلى قتل كلَّ لذة حبٍ في داخله حتى يضمرُ ولا يبقى شيء منه .

فنحن في الغالبِ عندما يقدم لنا شخصًا غريبًا قطعة من شوكولاتة، فيكون أدنى شيء نقوم بفعله هو القول له من أعماقنا شكرًا، فإنَّ شريكك هو الأحق بالقول الحسن، عندما تقوم بالشُّكر والتقدير والإعجابٍ على ما يبذله الآخر فإنَّ ذلك يؤدّي إلى رفع عطاءه ويزداد حبَّه لك، وتلك أفضل طُرق للحفاظ على دوام العلاقات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى