مقال

نفحات إيمانية ومع أحوال الفرج والشدة “جزء5”

نفحات إيمانية ومع أحوال الفرج والشدة “جزء5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع أحوال الفرج والشدة، وإن الدعاء فضله عظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الدعاء هو العبادة” رواه احمد والترمذي, وأفضل العبادة الدعاء، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم “أفضل العبادة الدعاء” رواه الترمذي وابن ماحه والبخاري، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم “إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء و أبخل الناس من بخل بالسلام أعجز” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء” وعلينا أن نكثر من كلمات الفرج, ودعاء الكرب عند الشدائد والتي يقول فيها صلى الله عليه وسلم “لا إله إلا الله العلى العظيم”

 

“لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم” وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم” رواه الترمذي، وإن من مفاتيح الفرج هو الصبر والصلاة، حيث قال الله تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين” وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى” رواه أبو داود , فتغيير المنكر وإزالة الظلم والاستبداد يحتاج منا إلى صبر ومصابرة واستمرار في الدعوة إلى الله حتى يتحقق الهدف المنشود من التغيير نحو الأفضل.

 

وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات، أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه، وأن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد، ولكن يخففه وإن كان ضعيفا، وأن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه، ولهذا شرعت صلاة الاستخارة والدعاء فيها، بأن العبد يسأل ربه عز وجل في أي أمر يقدم عليه، بأن كان هذا الأمر خير له في دينه، ومعاشه، و عاقبة أمره، أن ييسره له، وإن كان هذا الأمر نقيض ذلك، أن يصرفه عنه، وإن من مفاتيج الفرج هو التوكل على الله تعالى فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ” رواه الترمذي وابن ماجه واحمد.

 

وأيضا من مفاتيح الفرج هو التوبة والاستغفار، وإن الاستغفار هو الماء الذي تغسل به القلوب، لتزيل أوساخ وأقذار الذنوب، وهو النور الذي يمحو ظلمات العصيان فيرجع العبد إلي نور الرحمن، ليجعل له نورا يمشي به، ولذا كانت التوبة مفتاح كل فلاح فقال الله تعالى فى سورة التوبة”وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” فالاستغفار يستنزل به الرزق والغيث، فقد قال تعالى فى سورة هود ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلي قوتكم ولا تتولوا مجرمين” وقيل في الأثر من أكثر الاستغفار وفي رواية من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب”

 

ومن مفاتيح الفرج أيضا هو الإحسان إلى الضعفاء، فعن مصعب بن سعد قال رأى سعد أن له فضلا على من دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ؟” رواه البخاري، وأيضا من المفاتيح هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب قال قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال” ما شئت ” قلت الربع ؟ قال ” ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت النصف ؟ قال “ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت فالثلثين ؟ قال “ما شئت فإن زدت فهو خير لك ” قلت اجعل لك صلاتي كلها ؟ قال ” إذا يكفى همك ويكفر لك ذنبك” رواه الترمذي، ومن مفاتيح الفرج أيضا هو العمل الصالح وإخلاص العمل لله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى