مقال

نفحات إيمانية ومع أحوال الفرج والشدة “جزء6”

نفحات إيمانية ومع أحوال الفرج والشدة “جزء6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع أحوال الفرج والشدة، ومن مفاتيح الفرج أيضا هو العمل الصالح وإخلاص العمل لله تعالى، فقد قال تعالى فى سورة النحل “من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” وفي قصة النفر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فسقطت عليهم صخرة وسدت عليهم باب الغار، وتوسلوا بصالح أعمالهم كما في الحديث الصحيح، وإن من مفاتيج الفرج هو الصدقة، حيث قال الله تعالى فى سورة سبأ ” وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة” رواه البيهقي.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا” رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قال تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك” رواه البخاري، فإذا أخذنا بهذه المفاتيح للفرج ولجأنا إلى الله بصدق وابتعدنا عن الظلم فإن الله سيجعل لنا فرجا ومخرجا وينصر عباده المؤمنين في كل مكان ويذل الظالمين والطغاة المستبدين أينما كانوا فقد قال الله تعالى فى سورة إبراهيم ” وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد، سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار، ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب”

 

ولتتذكر أيها الظالم اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين” وإن لحكمة الله غاية ولكل ظالم نهاية، فلا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم، تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم، ويقول عز وجل فى سورة الأعراف ” ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون” وقال العلامة السعدي رحمه الله ” ثم” إذا لم يفد فيهم، واستمر استكبارهم، وازداد طغيانهم، وقوله تعالى ” بدلنا مكان السيئة الحسنة” فأدرّ عليهم الأرزاق.

 

وعافي أبدانهم، ورفع عنهم البلايا، “حتى عفوا” أي كثرت أرزاقهم وانبسطوا في نعمه الله وفضله، ونسوا ما مر عليهم من البلايا، واغتبطوا، وفرِحوا بما أوتوا، وكانت الدنيا أسر ما كانت إليهم، “فأخذناهم” بالعذاب، “بغتة وهم لا يشعرون” أي لا يخطر لهم الهلاك على بال، وإن في قصص القرآن الكريم الكثير من العبر والعظات، حيث قال الله عز وجل فى سورة يوسف ” لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب” فالله جل جلاله عندما ابتلى أولئك الأقوام بتلك العقوبات، ففي ذلك تحذير لغيرهم، أن سنة جارية فيهم وفي غيرهم، فينبغي أن نأخذ العبرة والعظة منها وإن الدعاء هو العبادة وأفضلها، فعن النعمان بن بشير عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” الدعاء هو العبادة”

 

ثم قرأ قول الحق من سورة غافر ” وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين” وقال الإمام الخطابي رحمه الله، معنى الدعاء استدعاء العبد ربه عز وجل العناية واستمداده منه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود والكرم إليه، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الدعاء هو العبادة” وقوله صلى الله عليه وسلم، لابن عباس رضي الله عنهما ” إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله” ويقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى