مقال

نفحات إيمانية ومع صخر بن حرب سيد قريش ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع صخر بن حرب سيد قريش ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع صخر بن حرب سيد قريش، وكان سيد بني سهم من قريش، هو العاصي بن وائل، وكان سيد بني عدي من قريش، هو زيد بن عمرو بن نفيل، الخطاب بن نفيل، وكان سيد بني عامر من قريش، هو عمرو بن عبد شمس، وكان سيد بني محارب بن فهر من قريش، هو ضرار بن الخطاب، وتعد قريش أكبر وأعظم القبائل العربية، وقد عُرفت بمكانتها ومنزلتها بين قبائل العرب، حيث كان لها امتيازات اجتماعية كبيرة على جميع القبائل قبل الإسلام، وذلك بسبب سيادتها على مكة المكرمة وبيت الله الحرام، وقد قسّمت قريش إلى قسمين، هما قريش البطاح، وقريش الظواهر، وأما عن قريش البطاح، وهم المسؤولون عن الحرم والحج.

ويعدّون أكثر تحضّرا من قريش الظواهر، لذا يسيطرون على الحج ويحمون الحرم، كما يسيطرون على طرق التجارة، وأما عن قريش الظواهر، فقد سكنت قريش الظواهر بظاهر مكة، حيث يعيشون على البداوة، ويغيرون على القوافل التجارية، لقلة أموالهم، ولحاجتهم للطعام والكساء، ومن أشهر قبائل قريش، هم جمح، وسهم، وعديّ، ومخزوم، وتيم، وزهرة، وبطون قصيّ بن كلاب وقد ضمّت عبد الدار، وأسد بن عبد العزى، وعبد مناف، وكان من عبد مناف أربع فصائل، وهم عبد شمس، ونوفل، والمطلب، وهاشم، وهو الجد الثاني للنبي الكريم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، صلى الله عليه وسلم وقد اختلف الكثيرون في أصل تسمية قريش بهذا الاسم.

فمنهم من قال بأنها سميت قريشا من التقرش، والتقرش معناه التجارة والاكتساب، وآخرون قالوا بأنها سميت بهذا الاسم بسبب تجمعها بعد تفريقها، ومنهم من قال سميت بذلك نسبة لسمك القرش، لأنها تبتلع غيرها من القبائل الأخرى، بسبب قوتها وعظمتها، وحرصت قبيلة قريش على التشدد في احترام مناسك الحج، والمبالغة في إظهار احترامهم لحرمة مكة المكرمة وبيت الله الحرام؛ حتى يكونوا قدوة للعرب في هذا المجال، وقد أطلق على قبيلة قريش ومن تبعها في مناسك الحج اسم الحمس، وقد نجحت في جذب الكثير من قبائل العرب إلى التحمس في الدين حتى شكلوا ما عده ابن العباس دينا من أديان العرب، وقد اشترطت على من يتزوج امرأة منهم أن يكون أبناؤئها على دينهم.

كما تمت إقامة الأسواق في مكة، وذلك بغرض التجارة، والمفاخرة، وحل النزاعات، وبهذا تكون قد نجحت في تنظيم شبكة من العلاقات التجارية على مدار السنة في إطار عُرف برحلة الشتاء والصيف، لتصبح مكة مركزا للحياة الثقافية عند العرب، وأما الصحابى الذى سنتحدث عنه فى هذا المقال، فكان من دهاة العرب وأهل الرأي، ومن أشراف قريش وسادتها وحكمائها، وهو والد السيدة أم حبيبة زوجة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو والد معاوية أول خلفاء بني أمية، وقد ولد قبل عام الفيل بعشر سنين، وقد ذكرت المصادر التاريخية أن هذا الصحابى قبل اسلامه، كان أهل عداوة للاسلام، ولكنه لم يتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بأذى.

ولما حاول المسلمون قطع الطريق على قافلة قريش التي أدت لموقعة بدر كان هو قائدها، وقد استطاع بخبرته ودهائه اجتياز طريق آخر وصل منه سالما إلى مكة بالقافلة، من دون أن يستولي عليها المسلمون، فرأى أنه لا داعي للحرب طالما أن القافلة عادت بلا أذى، إلا أن أبو جهل عمرو بن هشام أصر على حرب المسلمين وخرج بجيش من مكة لمحاربة المسلمين في موقعة بدر، وكان هذا الصحابى قبل إسلامه يقود قريشا كلها فى غزوتي أحد والأحزاب ضد المسلمين، وقد استطاع أن يجند عددا كبيرا من قريش، وقيل أن مناقبه كانت كثيرة وقد عرف بالشجاعة والإقدام والدهاء والحكمة وحب الزعامة، والصدق حتى مع خصومه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى