مقال

دينا النجار تكتب … بقايا روح….

دينا النجار تكتب …

بقايا روح….

 

بقلم : دينا النجار – البحيرة

 

اجبروا الخواطر و شاركوا المشاعر ، كن أنت من يستخدمه الله لجبر القلوب المنكسرة حتى لو كنت أكثرهم إنكساراً ، و قديماً قالوا ” من سار بين الناس جابراَ للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر ” .

 

فما أحسن أن نقصد الشراء من بائع متجول في حر الشمس يضطر للسير على قدميه باحثاً عن رزقه مساعدهً له و جبراً لخاطره .

 

و في هذا الزمان تشد الحاجه إلى مواساه الناس و التخفيف عنهم و تطييب خاطرهم لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون .

 

و قد جسد النبي ” صلّ الله و سلامه عليه ” هذه العباده في سلوكه ، فكان يجبر بخاطر اليتامى و الأطفال و المساكين و يتفقد أحوال الرعية ، فحثنا النبي ” صلّ الله عليه و سلم ” على أن نمد يد العون و المساعدة للآخرين فقال النبي ” صلّ الله عليه و سلم ” : ” خير الناس أنفعهم للناس ” .

 

و في ظل الدعوة إلى التراحم و التسامح و التآخي و الترابط و التعاون تأتي قيمة جبر الخواطر ، و التي تعد من أعظم العبادات لأن مقاصد الشرع في كافة الآديان السماوية دائماً ما تحث على وجوب التحلي بالأخلاق الحسنة و الإنسانية الرحيمة و المشاعر الطيبة بين الأفراد .

 

فربما إبتسامة أو كلمة طيبة أو دعاء بالخير يكون سبباً في تأليف القلوب و زيادة التراحم و إدخال السرور و السعادة إلى قلوب متألمة ، و كم منا من لا تسعه السعادة إذا سمع كلمة تشجيع أو إستحسان من غيرة ، لذلك فإن جبر الخواطر يحرص عليها دائماً الأصفياء و الأنقياء من أصحاب الأرواح الطيبة و المشاعر الصافية ، لذا يقول سفيان الثوري رحمه الله ” ما رأيت عباده يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر الخواطر ” .

 

فما أحوجنا و نحن في زمن الوباء إلى هذه العبادة العظيمة و التحلي بها ، و خاصة أن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون ، لا تحزن إن جاءتك طعنه من أقرب الناس إليك ، فسوف يكرمك الله بمن يجبر بخاطرك و يعيد لك البسمة و الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى