مقال

نفحات إيمانية ومع رسول الأمة “جزء 6” 

نفحات إيمانية ومع رسول الأمة “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع رسول الأمة، فكانت الوحوش كذلك تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتأدب معه، وأيضا نبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم وانفلاق القمر له، فقد فاقت معجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معجزات جميع الأنبياء، فنبى الله موسى عليه السلام ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم، ونبينا صلى الله عليه وسلم وضع يديه في الماء فنبع الماء من بين أصابعه، وتوضأ الصحابة رضي الله عنهم، فهذه أبلغ في الإعجاز من معجزة نبى الله موسى عليه السلام، ونبى الله موسى عليه السلام ضرب بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم.

 

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشار بأصبعيه إلى القمر فانفلق القمر فلقتين، فقال “اشهدوا” وقال الله عز وجل فى سورة القمر ” اقتربت الساعة وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر” وأيضا انقياد الشجر للنبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه صلى الله عليه وسلم، فالشجر ينقاد للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي حاجته، فأخذ بغصن شجرة وقال “انقادي علي بإذن الله، فانقادت معه الشجرة، ثم أخذ بغصن شجرة أخرى وقال انقادي علي بإذن الله، فانقادت معه ثم قال التئما بإذن الله، فالتأمت” رواه مسلم، وكذلك الحجر يسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فقال صلى الله عليه وسلم “إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن” رواه مسلم، فكلما مر النبي صلى الله عليه وسلم بجواره يقول السلام عليك يا رسول الله، وإن من المعجزات أيضا هو كثرة الطعام ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وحين كان الصحابة في طريقهم إلى تبوك أصابتهم مجاعة فاستأذن بعضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن ينحروا النواضح أي الجمال فأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ثم أتى عمر فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن فعلت ذلك يا رسول الله قل الظهر، ولكن أرى أن تجمع ما عند الناس من أزواد، وأن تدعو فيه بالبركة، فعسى الله عز وجل أن يجعل فيه من البركة، فقال نعم.

 

فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسط، ثم أمر من كان عنده شيء من الطعام أن يأتي به، فكان الواحد يأتي بكسرة خبز أو بكف تمر، فجمع من ذلك شيئا يسيرا، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، فعظم الطعام جدا، فملئوا جميع الأوعية التي معهم وأكلوا وشبعوا، وعند حفر الخندق رأى جابر بن عبد الله رضى الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا ما ذاقوا ذواقا أي طعاما منذ يومين أو ثلاثة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعصب على بطنه حجرا، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى امرأته وقال “رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم منظرا لم يكن لي صبر عليه، ثم سألها ما عندك؟ قالت عناق أي شاة صغيرة وشيء من شعير.

 

فأمرها فذبحت العناق، وطحنت الشعير، ثم ذهب جابر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول طعيم لك يا رسول الله ولرجل أو رجلين من أصحابك، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم كم هو فأخبره فقال كثير طيب، ثم أمر جابر أن يأمر امرأته أن تترك اللحم في البرمة، وأن تترك العجين دون أن تخبزه، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار فكانوا يدخلون بيت جابر رضي الله عنه عشرة عشرة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تضاغطوا، وأطعم النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار من هذا الطعام القليل ببركته صلى الله عليه وسلم، وبقيت بقية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة جابر ” كلي وأطعمي وتصدقي، فإن الناس قد أصابتهم مجاعة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى