مقال

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أول رجل سل سيفه فى الإسلام، وكان يُلقب بحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم،لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عنه “إن لكل نبى حواريا وحوارى الزبير” وكان هو أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وهو أبو عبد الله بن الزبير الذي بُويع بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلا، وكان الزبير هو زوج السيدة أسماء بنت أبي بكر المُلقبة بذات النطاقين، وكان الزبير هو أحد المهاجرين إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة المنورة مع زوجته السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وكان ابنهما عبد الله أول مولود في المدينة للمسلمين، وعُرف الزبير بن العوام رضي الله عنه بشجاعته وبطولته وإقدامه.

 

ومن المواقف التي تشهد على ذلك فتح المسلمين لمصر، فبعد أن استمر الحصار سبعة أشهر، واستعصى الأمر على المسلمين، فبذل الزبير رضي الله عنه أقصى جهوده في سبيل الفتح، فأخذ سلما وأسنده إلى الحصن، وصعد، وأخبر المسلمين بأن يُجيبوه عند سماعهم تكبيراته، ثم رمى بنفسه إلى داخل الحصن، واستمر بالقتال حتى فتح الباب، ودخل المسلمون وكان الفتح، وقد أسلم الزبير وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم، فهاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ولم يُطل الإقامة بها، وتزوج أسماء بنت أبي بكر، وهاجرا إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، فولدت له عبد الله بن الزبير فكان أول مولود للمسلمين في المدينة.

 

وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي الشريف، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر، وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، وكان ممن بعثهم الخليفه عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى، الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال “هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض” وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبا بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان فقَتله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل، فكان قتله في رجب سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة، وعن عروة وابن المسيب قالا، أول رجل سلَّ سيفه في الله الزبير.

 

وذلك أن الشيطان نفخ نفخة، فقال، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الزبير رضي الله عنه يشق الناس بسيفه، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، وفي يوم قريظة جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبويه، فعن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما عن الزبير بن العوام قال، جمع لى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبوية يوم قريظة فقال ” بأبى وأمى ” وعندما يقول الزبير رضي الله عنه، أنه جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم، أبويه يوم أحد، فهذا دليل على قتاله وبأسه في تلك المعركة، فقد اتصف رضي الله عنه بالثبات والعزيمة وحب الشهادة في سبيل الله تعالى، وقد وصف لنا رضي الله عنه ما فعله أبو دجانة الأنصاري في تلك الغزوة.

 

وكان الزبير رضي الله عنه هو أحد مغاوير الإسلام وأبطاله في يوم الفرقان، وكان على الميمنة، وقد قتل الزبير في هذا اليوم العظيم عبيدة بن سعيد بن العاص، كما قتل السائب بن أبي السائب بن عابد، ونوفل بن خويلد بن أسد عمه، ولقد كانت السيدة صفية بنت عبد المطلب زوجة العوام كانت حريصه على تربيه ابنها الزبير على ان يكون شديدا جلدا قويها محاربا لا يعطي الدنيه، ويعتز بنفسه وقومه وكانت تضربه امه لذلك فان رات فيه من الليونه زادت في ضربه ولم يكن يشتكي ولا يبكي لضربها، وقيل جاءها يوما فاستقبلته بالعناق والقبلات لانه تشاجر وكسر رجل خصمه وانتصر عليه، وفي صغرة فرض احترامه على اهل مكه بلا استثناء وحسبوا لغضبته الف حساب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى