دين ودنيا

شروط استجابة الدعاء….

شروط استجابة الدعاء….

متابعة ناهد على البطيحى

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )المؤمن/60.

 

هذه الاية تتحدث عن الدعاء والاستجابة وعن الموقف من اؤلئك الذين يعرضون عن هذه العبادة.

 

وما يمكن استفادته من هذه الآية عدة أمور:

 

الأول : ان الله يحب الدعاء ويريده ويأمر به. (وقال ربكم ادعوني)

 

الثاني : ان الله وعد عباده باجابة الدعاء ( استجب لكم ) لكن هذا الوعد بالإجابة مشروط بشروط معينة وليس مطلقاً وسنذكر هذه الشروط لاحقا ان شاء الله.

 

الثالث : ان الدعاء في نفسه نوع من العبادة ،لان الاية اطلقت في نهايتها صفة العبادة على الدعاء ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي ) فجعل كلمة عبادتي بدل كلمة دعائي مما يعني ان المراد بالعبادة هنا هو الدعاء.

 

الرابع : توجه الآية في نهايتها تهديداً صريحاً وقوياً لاولئك الذين يستكبرون فيعرضون عن الدعاء نتيجة شعورهم بالغرور وبإمكانية الاستغناء عن الله ، وتعتبر أن الاعراض عن الدعاء يعني الاعراض عن الله وتقول : (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (

 

اذن قوله تعالى في هذه الآية ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) وقوله تعالى: ( وأذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ) هاتان الآيتان تدلان بشكل صريح على ان ثمة وعداً الهياً باستجابة الدعاء واجابة الداعين الى ما سألوه وما طلبوه من الله عز وجل.

 

وهنا قد يتسأل الكثيرون من الناس وهم يقرأون هاتين الآيتين فيقولون : ما لنا ندعو الله ولا نرى الاجابة ؟ فنحن ندعو الله كثيراً ونلجأ اليه في طلب حاجاتنا وحل مشكلاتنا ، فلماذا لا يستجيب لنا؟ فهل ان الله يخلف وعده؟؟

 

والجواب :ان عدم استجابة الدعاء في بعض الحالات يعود الى اننا نرتكب بعض الاعمال التي تحجب دعائنا عن الوصول الى الله ، واذا لم يصل الدعاء الى الله فبالتأكيد سوف لن تتحقق الاجابة ، اضافة الى ان وعد الله باستجابة الدعاء هو وعد مشروط لا مطلق ، فهو مشروط بتنفيذ بعض المواثيق والتكاليف الالهية، فان قمنا بتنفيذ تلك التكاليف ،فلنا ان نتوقع من الله ان يستجيب دعائنا وإلا فلا ننتظر الإجابة .

 

 

 

ان يكون الدعاء ضمن السنن الطبيعية ،وان يكون الداعي مخلصاً وموقنا ً بالاجابة فان عدم استجابة الدعاء يرجع اما الى ان الانسان يطلب من الله ما يتنافى مع سنن الطبيعة ، كأن يطلب الرزق من غير ان يسعى نحوه ويطلب العلم من غير ان يتعلم ،ويطلب الهداية الى طريق الحق من دون ان يجاهد نفسه، واما لانه يدعو الله بما فيه ضرر ديني او دنيوي عليه

 

ان يعمل الداعي بالمواثيق الالهية ويفي بعهده مع الله ، فالايمان والعمل الصالح والامانة والصلاح من شروط استجابة الدعاء فمن لم يف بعهده امام الله لا ينبغي ان يتوقع من الله استجابة دعائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى