فن

من هى مديحة كامل.. 

من هى مديحة كامل..

متابعة سهير يوسف

مديحة كامل كانت من أجمل ممثلات جيلها، و أكثرهم موهبة و لطف، و اقلهم حظ.

 

مديحة بنت الإسكندرية، الي من صغرها عاشقة للفن و التمثيل، و الي بعد حصولها علي الثانوية العامة انتقلت للدراسة الجامعية في القاهرة، ليس لشيء إلا عشان تقدر تحصل في فرصة للتمثيل.

 

كفاح طويل من الإدوار الصغيرة جداً، لغاية ما جت الفرصة فعلا لما وقفت كبطلة مع فريد شوقي، في ٣٠ يوم في السجن، لكن بعده حصلت هزيمة ٦٧، و إنهيار للسينما المصرية، خلي الممثلين المصرين يتوجهوا لإفلام رخيصة و تافهه في لبنان و تركيا.

 

مديحة مكانتش إستثناء، وعملت مجموعة من الأفلام الضعيفة الي كانت كلها أفلام إغراء زي أبواب الليل، و قطة شارع الحمرا و غيرهم.

 

كادت موهبة مديحة تنتهي، و يتم حصارها في إدوار الإغراء، لغاية ما المخرج محمد راضي أعاد اكتشفها في فيلم أبناء الصمت، عشان تتحول مسيرة مديحة في اتجاة ادوار أكثر قوة، و عشان تثبت إنها موهبة كبيرة و مش مجرد وجه جميل و بس.

 

لكن النحس الملازم ليها يستمر، و في سنة ٧٥ تصاب بأزمة قلبية، بتطلع منها و هي بتحمل رعب كبير من الموت، رعب بيزيد سنة ٧٨ مع وفاة أخوها الأصغر، لدرجة إنها كانت بتفكر في الاعتزال في الفترة دي.

 

لكن حبها للفن منعها إنها تعتزل، و كملت و قدمت أعمال عظيمة، زي الصعود الي الهاوية و عيون لا تنام و درب الهوي و شوارع من نار و ملف في الآداب و مشوار عمر، الي قدمت فيهم أدوار مختلفه و متنوعة و قوية جدا.

 

لكن مع تقدمها في العمر بدات مشاكلها الصحية تزيد، و الإدوار الي بتعرض عليها جودتها تقل، خصوصا مع سيطرة نادية الجندي و نبيلة عبيد علي البطولة النسائية و ظهور ممثلات زي ليلي علوي و إلهام شاهين و يسرا، هنا و في سنة ٩٣ قررت مديحة الاعتزال و لبس الحجاب.

 

محمد خان كان مقتنع إن الحجاب مش سبب اعتزال مديحة كامل، و إنها اعتزلت لأنها بتحب الفن جداً، لكن الإدوار الي بقيت بتعرض عليها في الآخر كانت ضعيفة قوي و مفيهاش إي بعد فني، و مع المرض حست أن الامر مبقاش يستحق فقررت الاعتزال.

 

لكن الواقع بيقول إن المرض كان مؤثر، المرض ادي للبس الحجاب، و بالتالي الاعتزال و عدم تكمله المسلسل الأخير ليها، لكن حتي بعد الاعتزال، ملقتش مديحة كامل إي سلام، المرض اشتد، بقيت بتقضي الوقت أغلبه في المستشفيات، عشان في النهاية و في سنة ٩٧ تتوفي مديحة كامل في نومها عن عمر ٤٨ عام فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى