مقال

نفحات إيمانية ومع العباس بن عبادة الأنصارى ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع العباس بن عبادة الأنصارى ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع العباس بن عبادة الأنصارى، قال العباس رضى الله عنه، إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الاموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة، فقال عاصم، فوالله ما قال العباس هذه المقالة، إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد، وقال عبد الله بن أبي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي، أمرهم فيكون أقوى لهم، وقالوا، فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا فقال صلى الله عليه وسلم “الجنة”

 

فقالوا ابسط يدك فبسط يده صلى الله عليه وسلم فبايعوه، ومن مواقف العباس بن عباده مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال العباس بن عبادة بن نضلة والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن، غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم” ولقد خرج العباس بن عبادة بن نضلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصاريا مهاجريا، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون رضي الله عنهما، وقد شهد العباس العقبتين جميعا ، ثم هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكان مهاجرا أنصاريا، وقد شهد يوم أحد، فالتقى هو وسفيان بن عبد شمس السلمي.

 

فضربه العباس ضربتين فجرحه جرحتين عظيمين، فارتث يومئذ، ومكث جريحا سنة، ثم استبل، وقد كان ضرب العباس بن عبادة ضربات، وكان صفوان بن أمية يقول أنا قتلت ابن قوقل، يعني العباس بن عبادة يوم أحد، ولعلهما جميعا شركاء في قتله، وكان العباس بن عبادة عندما هاجر إلى المدينة فكان أنصاريا مهاجريا، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون، وعثمان هو أبو السائب عثمان بن مظعون الجمحي وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وهو أول المهاجرين وفاة في المدينة، وهو أول من دفن في بقيع الغرقد، وكان أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي واحدا من السابقين إلى الإسلام حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا.

 

هو وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح، في ساعة واحدة قبل دخول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ليدعو فيها، وعثمان بن مظعون هو أخو الصحابيين عبد الله وقدامة ابني مظعون، والصحابية زينب بنت مظعون وهى زوجة عمر بن الخطاب، وهو خال عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر، وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، وقد هاجر عثمان مع ابنه السائب الهجرتين إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة عندما بلغه أن قريشا أسلمت رجعوا، ودخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة ثم رد عليه جواره، ثم هاجر عثمان إلى يثرب، وآخى النبى صلى الله عليه وسلم بينه وأبي الهيثم بن التيهان، وقد شهد عثمان بن مظعون مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم غزوة بدر.

 

وكان عثمان بن مظعون من أشد الناس اجتهادا في العبادة، فكان يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في التبتل والاختصاء، فنهاه عن ذلك، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” أليس لك فيّ أسوة حسنة، فأنا آتي النساء، وآكل اللحم وأصوم وأفطر، وإن خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من اختصى أو خصى” وكما كان ابن مظعون ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وأما عن العباس بن عباده فزوجته أنيسة بنت عبد الله بن عمرو بن مالك بن العجلان بن عامرابن بياضة وقيل أن أنيسة بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد العباس يوم أحد، وكان صفوان بن أمية يقول أنا قتلت ابن قَوقل ويعني العباس بن عبادة ، فمات متأثرا بجراحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى