مقال

نفحات إيمانية ومع صاحب أشهر دار فى الإسلام ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع صاحب أشهر دار فى الإسلام ” جزء 2″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع صاحب أشهر دار فى الإسلام، فيما شهدت الدار كذلك إعلان إسلام فاروق الأمة عمر بن الخطاب والذى كان إسلامه بعد الوقائع التي جرت في بيت الصحابي سعيد بن زيد زوج شقية ابن الخطاب فاطمة، وحول أساب اختيار الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لدار الأرقم دون غيرها فقد أرجع المباركفوري هذا الأمر، باعتبار أن الصحابي الجليل الأرقم بن أبى الأرقم لم يكن معروفا بإسلامه، ولأنه من بني مخزوم التي تحمل لواء الحرب والتنافس ضد بني هاشم، إذ يستبعد أن يختفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب العدو، ومن الأسباب كذلك لاختيار الرسول دار الأرقم مقر للدعوة أنه كان فتى صغيرا عندما أسلم في حدود الستة عشر عاما.

 

إذ أنه في هذه الحالة تنصرف الأذهان إلى منازل كبار الصحابة فضلا عن أن دار الأرقم كانت على جبل الصفا المنعزل تقريبا عن أهل قريش، وكانت كذلك قريبة من الكعبة المشرفة بيت الله تعالى، وقبلة المسلمين بشكل يؤمن الدعوة السرية ويمنع أذي قريش عن المسلمين، وكانت دار الأرقم بمكة وكانت تقع علي جبل الصفا وهى مقرا لدعوة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ولم تكن مجرد دار بل كانت أول مدرسة في الإسلام، حيث كان الرسول صلي الله عليه وسلم، يعلم من خلالها كبار الصحابة مبادئ الدين الإسلامي والعبادات ويوضح لهم سبل الدعوة إلي الله بعيد عن أعين قريش في مرحلة الدعوة السرية.

 

وأما عن الصحابي الجليل صاحب الدار فلم يتخلف يوم عن الجهاد وبل وشارك في جميع الغزوات ومنها بدر وأحد وتقديرا لهذا وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة وقد اسند إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإشراف علي بيت الصدقات، والأرقم قد جمعته مواقف مهمة بالرسول صلى الله عليه وسلم، منها أنه رضي الله عنه تجهز يوما، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يودعه، فخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بالقول ” ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟” فرد الصحابي، يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”

 

فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومنفذا لأوامره، وكان الصحابى الجليل الأرقم بن إبي الأرقم، قد ظل يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس رضي الله عنه، بدنو أجله عام ثلاثه وخمسين من الهجرة، فقد عهد خلافة معاوية بن أبى سفيان وقد أوصي أن يصلي عليه الصحابي الجليل وخال الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص صلاة الجنازة، وهكذا كان الصحابى الجليل الأرقم بن أبى الأرقم، وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ويكنى أبا عبد الله، وقال ابن السكن، كانت أمه هى السيدة تماضر بنت حذيم السهمية، ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية.

 

وكان سابع رجل يدخل في الإسلام، وقيل كان الثاني عشر من الذين أعلنوا إسلامهم، وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع بأصحابه بعيدا عن أعين المشركين، ليعلمهم القرآن الكريم وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وقد شهد الأرقم بدرا وما بعدها من المشاهد، ومات بالمدينة في سنة خمسة وخمسين هجرية، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص، وله بضع وثمانون سنة، فهذا هو أبو عبد الله الأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف بن أسد المخزومي صاحب دار الأرقم التي اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم، مقرا للدعوة السرية للإسلام، ومكانا لاجتماع الصحابة وتشاورهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى