مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت “جزء 5”

نفحات إيمانية ومع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع أبو الحكم أمية بن أبى الصَّلت، وقد ذكرهم ابن إسحاق حيث قال بعضهم لبعض تعلموا والله ما قومكم على شيء لقد أخطأوا دين إبراهيم، ما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع؟ يا قوم التمسوا لأنفسكم دينا فإنكم والله ما أنتم على شيء، فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية، دين إبراهيم، قدم على ابن جفنة ملك الشام لكنه طرده بعد ذلك فانطلق حتى قدم على قيصر، لكن ابن جفنه كاد له ويظن أنه قد سقاه سما فمات، وقيل فى مصدر من المصادر أن عثمان بن الحويرث قد قدم على قيصر، ملك الروم فتنصَّر وحسنت منزلته عنده، وأما عن أميه بن أبى الصلت فقد عايش أمية بن أبي الصلت ظهور دعوة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وقد جاءت الأخبار أنه التقاه وتحاور معه وسمع منه القرآن الكريم، لكنه أبى أن يسلم، وفي المصادر الإسلامية أن أمية بن أبي الصلت منعه من الإسلام الحقد، وقد روى الحافظ ابن عساكر عن الزهري أنه قال، قال أمية بن أبي الصلت، ألا رسول لنا منا يخبرنا، ما بعد غايتنا من رأس مجرانا، ثم خرج أمية بن أبي الصلت إلى البحرين، وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أمية بالبحرين ثماني سنين، ثم قدم الطائف فقال لهم ما يقول محمد بن عبد الله؟ قالوا يزعم أنه نبي، هو الذي كنت تتمنى، قال، فخرج حتى قدم عليه مكة فلقيه فقال له يا ابن عبد المطلب ما هذا الذي تقول؟ قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” أقول إني رسول الله، وأن لا إله إلا هو ”

 

قال، إني أريد أن أكلمك فعدني غدا، قال فموعدك غدا، قال، فتحب أن آتيك وحدي أو في جماعة من أصحابي، وتأتيني وحدك أو في جماعة من أصحابك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أي ذلك شئت” قال فإني آتيك في جماعة، فأت في جماعة، قال، فلما كان الغد غدا أمية في جماعة من قريش، قال، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، معه نفر من أصحابه حتى جلسوا في ظل الكعبة، قال، فبدأ أمية فخطب، ثم سجع، ثم أنشد الشعر، حتى إذا فرغ الشعر قال، أجبني يا ابن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بسم الله الرحمن الرحيم “يس، والقرآن الحكيم ” حتى إذا فرغ منها وثب أمية يجر رجليه قال فتبعته قريش يقولون، ما تقول يا أمية؟

 

قال أشهد أنه على الحق، فقالوا له هل تتبعه؟ قال، حتى أنظر في أمره، قال ثم خرج أمية إلى الشام، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما قتل أهل بدر، قدم أمية من الشام حتى نزل بدرا، ثم ترحل يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال قائل، يا أبا الصلت ما تريد؟ قال أريد محمدا، قال، وما تصنع؟ قال أؤمن به، وألقي إليه مقاليد هذا الأمر، قال، أتدري من في القليب؟ قال، لا، قال فيه عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وهما ابنا خالك، وأمه ربيعة بنت عبد شمس، قال، فجدع أذني ناقته، وقطع ذنبها، ثم وقف على القليب يقول، ما ذا ببدر وأخذ ينادى على الموتى، ثم رجع إلى مكة والطائف وترك الإسلام، وقد روي عن سعيد بن المسيب.

 

قال” قدمت الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد فتح مكة وكانت ذات لب وعقل وجمال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بها معجبا فقال لها ذات يوم، يا فارعة هل تحفظين من شعر أخيك شيئا ؟ فقالت نعم، وأعجب منه ما قد رأيت، قالت كان أخي في سفر فلما انصرف بدأ بي فدخل علي فرقد على سريري وأنا أخلق أديما في يدي، إذ أقبل طائران أبيضان أو كالطيرين أبيضين فوقع على الكوة أحدهما ودخل الآخر فوقع عليه فشق الواقع عليه ما بين قصه إلى عانته، ثم أدخل يده في جوفه فأخرج قلبه فوضعه في كفه ثم شمه فقال له الطائر الآخر، أوعى؟ قال، وعى، قال، أزكا ؟ قال، أبى، ثم رد القلب إلى مكانه فالتأم الجرح أسرع من طرفة عين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى