مقال

اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24..

اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24..

بقلم عبير مدين

لن أتحدث عن حقوق المرأة و الرجل في الاسلام لكن تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير وكيف تم استبداله بمقولة اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 وكيف أودت هذه المقولة للعنف الذي أصبحنا نعاني منه الآن
كيف تم حجب ما منحه الشرع لها من حقوق وعندما بحثت عنها و أظهرها بعض رجال الدين واوضحوها تعرضوا لموجة من النقد والتجريح والسباب من المجتمع وكأنهم أتوا بدين جديد رغم أن هذه الحقوق وردت في القرآن والحديث الشريف وكتب التراث التي تم وضعها في إطار مقدس
ممنوع الاقتراب منها ونقدها في حين واضعي كتب التراث انفسهم نقدوا الحديث النبوي فاجازوا ما أجازوا واستبعدوا ما استبعدوا
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نفسه عدل عن رأيه وكان يشاور أصحابه
خطأ الطبيب يضر شخص أو عدد محدود خطأ القاضي يضر فرد خطأ المهندس قد يضر عدد من الأفراد
إلا خطأ المعلم ورجل الدين فيضر اجيال وأمم
بعض التفسيرات الواردة في كتب التراث أساءت للدين واستخدمها المغرضون لتشويهه
يجلس أحدهم في مجلس العلم يصب اللعنات على الأمم الأخرى ويزرع العنف في عقل المتلقي ثم يتساءل في ذهول ما سر العداء للإسلام؟!
السر يا سيدي انكم اخرجتم الاسلام من إطاره السمح إلى إطار العنف وإرهاب الآخرين و امسكتم مفاتيح الجنه والنار فأصبح الجزاء بما ترونه انتم من يستحق النعيم ومن يحق عليه العذاب!
زرعتم العنف داخل الأسرة الواحدة بتمييزكم جنس على اخر وقلبكم لحقائق وحجبكم لحقوق نزلت جليه في القرآن الكريم
زرعتم التعصب ألاعمى للرأي في عقول أناس وثقت بآرائكم
خلطم الحابل بالنابل ليصفق لكم الناس وتجنون الأرباح من وراء ذلك
ليس كل ناقد لكتب التراث يريد هدم الدين الكثير منهم غيور على هذا الدين الذي أصبح يوصم بالإرهاب و الجنس
كفانا البحث عن فتاوى تروق لنا فقط و تتماشى مع اهوائنا
الدين مرن واباح الاجتهاد حتى في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما أصبحنا نحرمه الآن ونسخر من اي محاولة تعديل؟
علينا أن نميز وندرك الفرق بين النص المقدس و تفسير النص
تفسير النص يرجع لرأي أشخاص يحتمل الصواب والخطأ و قابل للتعديل
الرسول صلى الله عليه وسلم عدل رأيه وسمع رأي المجادله، الصحابة استمعوا إلى نقد الآخرين وأخذوا به، أئمة الفقه البعض منهم عدل رأيه وفتاواه و نقد بعضهم بعضا وعارض رأي بعضهم البعض في بعض الأحيان
علينا أن نستمع إلى كل الآراء ونفندها بدون تحامل ولا تعصب علينا أن نخرج بالدين من هذا الكهف المظلم علينا أن نتعلم ثقافة الحوار من يقوم بالفتوى سوف يتحمل المسؤولية أمام الله تعالى ليس عن نفسه فقط بل عن من عمل بها أيضا
قال صلى الله عليه وسلم أن اللي يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها
إذا التجديد امر وارد و محمود علينا الاستماع بهدوء و اعمال العقل باستخدام الحوار الراقي
ليس تشكيكا في آراء أئمة الفقه وكتب التراث فلهم منا كل الاحترام فقد قدموا الفتاوى الشرعيه وفقا لما يناسب عصرهم ونقد تلك الفتاوى ليس كفرا ولا شركا بالله لكن حبا في دينه
لا اقصد الاسلام فقط بكل مذاهبه بل كل الأديان بمذاهبها
علي الجميع أن يفكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى