مقال

نفحات إيمانية ومع أصدق الحديث وطريق الرشاد ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أصدق الحديث وطريق الرشاد ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أصدق الحديث وطريق الرشاد، فلا يصح لمسلم أن يحفظ كلام الله ثم ينساه، ومما يعين على الحفظ هو كثرة المراجعة، ومعرفة تفسير الآيات وسبب نزولها، والصلاة بما تحفظ خاصة في قيام الليل، فالواجب على الجميع تعلم القرآن الكريم وتعليمه، تلاوة وأحكاما وتجويدا وتفسيرا وإعجازا وهذا الأمر ليس صعبا، فمعظم الناس قد يتعلمون الإنجليزية أو الفرنسية، فلماذا يصعب عليهم تعلم القرآن الكريم الذي نزل بلغتهم وحديثهم اليومي؟ ولماذا يصير كلام الله صعبا عليك، فعليك أن تتعلم القرآن وتعلمه لتكون أخير الناس وأفضلهم، فعن عثمان بن عفان رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه ”

 

فهو أخير الناس وأفضلهم لأنه نفع نسفه ونفع غيره بتعلم القرآن وتعليمه، وقال ابن حجر، لا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره، أى جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي ولهذا كان أفضل، فهذا هو كتاب الله فيه السلامة من الفتن، وفيه النجاة من النار، وفيه السعادة الأبدية، وفيه الخير كله، فهو بشير ونذير وهدى ونور، يشرح الله به الصدور، وينير به البصائر، فهو كتاب الله كلام الله عز وجل، الذي هو خير الكلام وأصدق الكلام، تنزيل من الله العزيز الحكيم، تكلم الله به ونزّله بواسطة جبريل إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، وأمته تتناقله جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

فإذا حصلت فتنة أو وقع نزاع بين الناس فإن هذا القرآن يُنهي الخصومات ويُنهي الإشكالات، ويقضي على الفتن، ويوضح الطريق للمؤمنين، فإن به السلامة والنجاة من فتن الدنيا وعذاب الآخرة، فهو نعمة من الله سبحانه وتعالى، أما الذين يعيشون على القوانين الوضعية والأنظمة البشرية فإنهم في ظلام دامس لا يخرجون من الظلام ولا تنتهي مشاكلهم، فقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة إبراهيم ” كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض ” فهذا هو كتاب الله، الذى يحفظه الكبير والصغير ويحفظه الرجال والنساء وهو ميسر.

 

فقال تعالى فى سورة القمر ” ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر” فهو عذب اللفظ، لذيذ التلاوة، خفيف على اللسان، نور للقلب، طريق إلى الله سبحانه وتعالى، فأي نعمة أكبر من هذه النعمة، ويكفي أنه كلام الله عز وجل الذى لا يأتيه الباطل أبدا، فقال الله تعالى فى سورة فصلت ” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ” لا يتطرق إليه شك، ولا تدور حوله شبهة، لأنه كلام رب العالمين سبحانه وتعالى، ولمّا زعم الكفار أن هذا القرآن من كلام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا هذا من قول محمد وليس هو كلام الله تحداهم الله عز وجل بأن يأتوا بمثله إن كانوا صادقين، فإن محمد صلى الله عليه وسلم بشر مثلكم فأتوا بكلام مثل هذا القرآن.

 

إذا كان من كلام محمد فإنكم لا تعجزون أن تأتوا بمثله لأنه بشر مثلكم، وقد تحدى الله الجن والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فلم يستطيعوا ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور كما في سورة هود، وقال لهم ادعوا من تريدون من البشر من الفصحاء من البلغاء من الشعراء من الجن والإنس ادعوهم يساعدونكم، فقال تعالى ” فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ” لأن كلام الله لا يمكن أن يُضاهى أبدا، ثم إنه سبحانه تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من أقصر السور، وقال لهم فإن لم تفعلوا وهذا خطاب لهم، ولن تفعلوا في المستقبل إلى أن تقوم الساعة ” فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة ” وقد تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من أقصر السور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى