مقال

نفحات إيمانية ومع أصدق الحديث وطريق الرشاد ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع أصدق الحديث وطريق الرشاد ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أصدق الحديث وطريق الرشاد، فالذي ليس عنده صبر لا يستطيع أن يستمر على العمل، ولا يستطيع أن يدعو إلى الله، لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،لا يستطيع أن يعلم الناس الخير، يحتاج إلى صبر، يصبر يحمل نفسه يحبس نفسه عن الجزع والصبر هو حبس النفس، وهو ثلاثة أنواع، صبر عن محارم الله، وصبر على طاعة الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فيصبر الإنسان على هذه الأمور ويستمر في عمله، ويستمر في طاعة ربه، ويستمر في الدعوة والأمر بالمعروف، والجهاد في سبيل الله، والنهي عن المنكر يصبر على هذا إلى أن يلقى ربه، فالذي ليس عنده صبر ليس عنده دين، فالصبر هو رأس الدين فدين بلا صبر كجسم بلا رأس.

 

فلا بد من الصبر والإنسان في هذه الحياة مُعرض للأخطار معرض للتعب معرض للآفات، عليه أن يصبر ويتحمل حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى، فهذه سورة عظيمة جمعت الخير كله وهي لا تتجاوز السطر الواحد إلا بكلمات يسيرة، كل يحفظها، لكن هل كل يتدبرها؟ هل كل يعمل بها؟ هذا محل السؤال، ليس المراد بالحفظ، ليس المراد كثرة التلاوة، بل المراد التدبر، ومعرفة المعاني، والعمل، العمل بكتاب الله عز وجل هذا هو المطلوب، ولهذا رغب الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة في تعلم وتعليم القرآن وصور ذلك تصويرا بليغا فعن عقبه بن عامر، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن فى الصفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

” أيكم يحب أن يغدو فى كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأتى منه بناقتين كوماوين فى غير إثم ولا قطع رحم ” فقلنا يا رسول الله كلنا يحب، قال ” أفلا يغدوا أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وثلاث، وأربع، وخير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ” رواه مسلم، فالقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، الذي تكلم به على الحقيقة سواء أكان من حيث حروفه أو معانيه، المنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، عن طريق السماع فقد سمعه الملك جبريل عليه السلام من الله تعالى، وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، من أمين الوحى جبريل، وسمعه الصحابة الكرام رضي الله عنهم، من النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ويُعد القرآن الكريم كتاب الدين الإسلامي الباقي الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لخلقه، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ” ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ” وهو روح الدين وفيه بيانه، وهو منهج ودستور الأمة الإسلامية، وهو زاد المسلم في حياته، والنور الذي يضيء له دنياه، وقد ذكر العلماء أن للقرآن الكريم العديد من الأسماء والصفات التي ذكرت في نفس القرآن فقيل أن للقرآن الكريم تسعة وتسعين إسما مشتقة من إثنين وسبعين مادة لغوية، وقد ذكر الفيروز آبادي ثلاثا وتسعين إسما للقرآن، وقيل أيضا أن القرآن الكريم له ستة وأربعين إسما، وإن الحكمة من تعدد أسماءه كما قيل أن تعدد أسماء القرآن دلالة واضحة على كماله وشرفه.

 

فكثرة أسماء الله تعالى الحسنى تدل على عظمته وكماله، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، تدل على منزلته ودرجته العالية، وكذلك القرآن الكريم فكثرة أسماءه تدل على مكانته وفضله، وجميع أسماءه وصفاته توقيفية، فلا يجوز وصفه أو تسميته إلا بما جاء فيه عنه، أو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الأحاديث من الأسماء والصفات، وجميع أسماءه بينها اشتراك وتمييز، فهي تشترك فيما بينها بالدلالة عليه، ويمتاز كل إسم منها بدلالته على معنى خاص به، ومن أسماءه وصفاته هو إسم القرآن الوارد في قوله تعالى ” إنه لقرآن كريم ” وأيضا إسم النور الوارد في قوله تعالى ” فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا ” وأيضا إسم الذكر الوارد في قوله تعالى ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى