مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عبد الله بن سلول ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عبد الله بن سلول ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن عبد الله بن سلول، ثم هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى يثرب في العام الثالث عشر بعد بدء رسالته، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة التي أحسن أهلها المسلمون ويسمون الأنصار، فى استقبال اخوانهم المهاجرين، فكان كل تركيزه صلى الله عليه وسلم، في بناء مجتمع إسلامي قائم على المؤاخاة والسلام، فأول ما فعله صلى الله عليه وسلم، هو بناء المسجد النبوي الشريف، والذي لم يكن موضعا لأداء الصلوات فحسب بل كان بمثابة جامعا يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم،، وكما ألف صلى الله عليه وسلم، بين مختلف قبائل يثرب وعلى الأخص بين قبيلتي الأوس والخزرج.

 

التي لطالما كانت تفتتها الحروب والنزعات في عصر الجاهلية قبل الإسلام، وقد كان عبد الله بن عبد الله بن أبى سلول، من سادة الصحابة وأخيارهم، وقد شهد بدرا وما بعدها، وذكر أبو عبد الله بن منده أن أنفه أصيب يوم أحد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتخذ أنفا من ذهب، والأشبه في ذلك ما روي عن السيده عائشة رضى الله عنها، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه قال ندرت ثنيتي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أتخذ ثنية من ذهب، وقد استشهد عبد الله بن عبد الله، يوم اليمامة وقد مات أبوه عبد الله بن أبى بن سلول سنة تسه من الهجره، فذهب عبد الله يطلب من النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، قميصه يكفن فيه والده وأن يصلى عليه صلى الله عليه وسلم.

 

فألبسه صلى الله عليه وسلم، قميصه وصلى عليه، واستغفر له إكراما لولده عبد الله، حتى نزلت الآيه من الله عز وجل “ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره” من سورة التوبة، وقد كان رئيسا مطاعا، وقد عزم أهل المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، على أن يملكوه عليهم، فانحل أمره، ولا حصل دنيا ولا آخرة، وهكذا كان والده هو عبد الله بن أبي بن سلول، وهو شخصية من شخصيات يثرب وأحد قادة ورؤساء الخزرج، وقد ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، كشخصية معادية للدين الإسلامي مهادنة ظاهريا، وقد لقبه المسلمون بكبير المنافقين، وقيل أنه كان على وشك أن يكون سيد المدينة قبل أن يصلها النبى صلى الله عليه وسلم.

 

وكانت البداية قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، يوم كانت يثرب تعيش توترا بين الأوس والخزرج، وما إن تهدأ ثائرته قليلا حتى يعود للاشتعال مرة أخرى، وانتهى الصراع على اتفاق بين الفريقين يقضي بنبذ الخلاف وتنصيب ابن سلول حاكما على المدينة، وقد وئدت هذه الفكرة بدخول الإسلام إلى أرض المدينة، واجتماعهم حول راية النبي صلى الله عليه وسلم، فصارت نظرة ابن سلول لهذا الدين تقوم على أساس أنه قد حرمه من الملك والسلطان، وبذلك يرى البعض ان مصالحه الذاتية وأهواؤه الشخصية وراء امتناعه عن الإخلاص في إسلامه، وقد خاض ابن سلول صراعا علنيا في قليل من الأحيان وسري في أحيان كثيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وصحابته في محاولة منه للسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة المنوره، وقد أرخّ له المؤرخون المسلمين الكثير من المواقف المعادية للإسلام ومنها، ما فعله فى فى غزوة أحد حيث تمرد عبد الله بن أبي بن سلول، فانسحب بنحو ثلث العسكر، ويقال كانوا ثلاثمائة مقاتل، قائلا ما ندري علام نقتل أنفسنا؟ وحجته في ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ترك رأيه، وأطاع غيره، وأيضا ما فعله فى غزوة المصطلق فكان فى غزوة المصطلق له موقف معادى أيضا للإسلام وقد حدثت هذه الغزوة في الثانى شعبان سنة سته من الهجره، وعند منطقة تعرف بماء المريسيع وينقل عنه قوله عندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم، وجيشه من غزوة بني المصطلق “والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى