مقال

نفحات إيمانية ومع الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الكتاب المعلوم والمحفوظ ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الكتاب المعلوم والمحفوظ، وقال الحسن كان عمر رضي الله عنه يمر بالآية من ورده بالليل فيبكي حتى يسقط على الأرض، ويبقى في البيت يعاد للمرض، وري أن عمر رضي الله عنه خرج يعس المدينة ذات ليلة، فمر بدار رجل من المسلمين، فوافقه قائما يصلي، فوقف يستمع قراءته فقرأ ” والطور” حتى بلغ قول الله تعالى ” إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ” قال قسم ورب الكعبة، حق، فنزل عن حماره واستند إلى حائط، فمكث مليا، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه، رضي الله عنه، وليس الأمر قاصرا على الرجال، بل ما أجمل تأثر الصحابيات بالقرآن الكريم، فعن عباد بن حمزة عن أبيه قال بعثتني أسماء رضي الله عنها إلى السوق.

 

بعثتني وافتتحت سورة الطور، فانتهت إلى قوله تعالى ” ووقانا عذاب السموم” فذهبت إلى السوق وهي تكرر ” ووقانا عذاب السموم ” وعدت إليها وهي تقول ” ووقانا عذاب السموم” فهناك تفاعل مع الآيات تدفعهم دفعا إلى البكاء والتأثر بالقرآن، وإن الناس يتفاوتون في التجاوب مع القرآن، ونرى هذا واضحا في شهر رمضان، لا سيما في صلاة التهجد، فبعضهم يتأثر ويبكي وبعضهم يتأثر ولا يبكي، وبعضهم لا يتأثر ولا يبكى، وإن من واجبنا نحو القرآن الكريم هو أن نواجه تحريف الغالين وتأويل المبطلين الذين يحاولون توظيف القرآن الكريم سياسيا أو أيديولوجيا للحصول على مأرب أو مغنم، فيجب أن يُتلقى القرآن الكريم لفظا ومعنى من أهل الذكر المتخصصين من علماء الأمة الموثوق بعلمهم.

 

الذين يعلمون الناس صحيح الدين ومنهج الإسلام القويم، والذين لا يوظفونه لمصالحهم أو يفسرونه وفق أهوائهم، فما أشد حاجة العالم اليوم إلى هداية القرآن الكريم، فإن أزمة العالم الآن أزمة أخلاقية، وما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن، وإذا كان خطأ المسلمين في هذا الزمان بعدهم عن أخلاق القرآن فإن من أوجب الواجبات عليهم العودة إلى أخلاقه متمثلين النموذج العملي الأكمل في امتثال الأخلاق القرآنية وهو من تنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم وهو الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم لامتثاله الأخلاق القرآنية المبثوثة في طول القرآن وعرضه، فقد كان أجمع الخلق خُلقا، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقا وامتثالا، فيقول الله تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فى سورة القلم ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وإننا إذ نذود عن القرآن الكريم الآن لنرجو أن يكون القرآن خير من يدافع عنا يوم لا نجد نصيرا ولا مدافعا، فإذا داوم المسلمون على تلاوته، وتدبر معانيه، وعملوا به، وتعلموه وعلموه أبناءهم، كان له أعظم النفع، فبه صلاح المجتمع، حيث تنتشر الرحمة والعدل، وتنصلح القلوب، وتكثر الخيرات، وتندفع الشرور والمهلكات، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله ” وفي رواية ” ياويلى” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين” رواه مسلم، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا” رواه أبو داود.

 

ويقول صلى الله عليه وسلم “من قرأ القرآن ثم رأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد إستصغر ما عظمه الله” وقال النبي صلى الله عليه و سلم ” إن البيت الذي يتلى فيه القرآن يتسع بأهله، ويكثر خيره، وتحضره الملائكة، وتزجر منه الشياطين، وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل يضيق على أهله، ويقل خيره، وتخرج منه الملائكة، ولا تزجر عنه الشياطين” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ” رواه البخاري، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى