مقال

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 2″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع معاذ بن جبل الأنصاري، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم، أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت، من هذا؟ قيل معاذ بن جبل، فوقعت محبته في قلبى، ومعاذ بن جبل هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري، المكنى بأبي عبد الرحمن، وقد شارك مع الرسول صلى الله عليه وسلم، في عدة غزوات ومنها غزوة بدر، وقد اعتنق الاسلام في الثامنة عشر من عمره، وهو عالما من علماء المسلمين، وإماما فقيها، وقد أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاضيا إلى جُند اليمن، وأولاه مسؤولية تعليم المسلمين أحكام الدين الإسلامي، والقرآن الكريم وقراءته.

والقضاء بين المسلمين، وقد ولد الصحابي الجليل معاذ بن جبل في عام ستمائة وسبع ميلادية في يثرب، ودخل الإسلام وهو شاب، فحسن إسلامه، ورافق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه أعلم الناس في الحلال والحرام، وعُرف بحبه العميق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، في حديثه “استقرئوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حنيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل” وقد اتصف الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه بصفات حميدة منها الزهد، والورع، وكثرة التعبد، والاجتهاد في العلم، والكرم، والموعظة، وحسن الكلام، واللطف.

وجاء ذلك عن قول ابن كعب بن مالك قال، كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا من خير شباب قَومه، لا يُسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا، ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يبرح حتى باع ماله، فقسمه بين غرمائه، فقام معاذ بن جبل لا مال له وقال الشيخ، كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئا، ومعاذ بن جبل قد نال شرف الإسلام وهو فتى شابا يبلغ من العمر ثمانية عشر ربيعا، وقد شهد العقبة في شبابه مع السبعين رجلا ممن كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه شهد المشاهد كلها في بدر وأحد والخندق وتبوك وغيرها مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان رضي الله عنه، قد شبّ على الإسلام ولم يعمّر طويلا، فقد توفي وهو ابن الثالث والثلاثين من عمره، وقد توفي معاذ بن جبل رضي الله عنه، في بلاد الشام بالقرب من الأردن حينما أصاب قومه طاعون عمواس، وكان قد أصابه ومات فيه رضى الله عنه، وقد لازم الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه جانب النبى صلى الله عليه وسلم، منذ أن هاجر إلى المدينة المنورة، فكان ممن أخذ القرآن الكريم والأحكام الشرعية من النبى صلى الله عليه وسلم، مباشرة، وقد جاء في مناقبه وأثره طيب الذكر، كما كانت مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم، عظيمة جدا، فقد روى معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد معاذ.

فقال ” يا معاذ والله إنى لأحبك” فقال معاذ، بأبى انت وأمى يا رسول الله والله إنى لأحبك، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا معاذ أوصيك ألا تدعن فى دبر كل صلاة أن تقول، اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” وقد أثنى النبى صلى الله عليه وسلم، على علمه الواسع وتفقهه بالدين فقال صلى الله عليه وسلم ” وأعلمها بالحلال والحرام معاذ ” ومعاذ بن جبل رضى الله عنه، كانت أمّه هى السيدة هند بنت سهل من بني رفاعة، وكان معاذ شابا طويلا أبيضا وضيء الوجه، حسن الشعر، أكحل العينين، مجموع الحاجبين، جميلا سمحا من خير شباب قومه، وقيل عنه إنه من أجمل الرجال، وكان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يُذكر اسمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى