مقال

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 7″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع معاذ بن جبل الأنصاري، ولما قبض النبى صلى الله عليه وسلم واستخلفوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فاستعمل رضي الله عنه عمر بن الخطاب، على الموسم فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق، فقال ما هؤلاء، فقال هؤلاء أهدوا إلي، وهؤلاء لأبي بكر الصديق، فقال له عمر بن الخطاب إني أرى لك أن تأبى بهم أبا بكر الصديق، قال فلقيه من الغد فقال يا ابن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار وأنت آخذ بحجرتي وما أرانى إلا مطيعك، قال فأتى بهم أبو بكر الصديق فقال هؤلاء أهدوا لى وهؤلاء لك قال فإنا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ بن جبل إلى الصلاة فإذا هم يصلون خلفه.

 

فقال معاذ بن جبل لهم لمن تصلون، قالوا لله عز وجل ، فقال فأنتم له فأعتقهم، وعن عبد الله بن رافع رضى الله عنه، قال لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ بن جبل ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال، يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة.

 

ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال كيف تجدانكما؟ قالا يا أبانا ” الحق من ربك فلا تكونن من الممترين” قال وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول، اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك، وعن معاذ بن جبل قال “بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلما سرت أرسل في إثرى فرددت، فقال صلى الله عليه وسلم” أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير علم فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لقد أذعرت، فامض لعملك” رواه الروياني.

 

وعن عبيد بن صخر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ودعه معاذ، قال “حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، ودرأ عنك شر الإنس والجن” فسار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يبعث له رتوة فوق العلماء” وعن أبي بردة، عن أبي موسى قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم، خامس خمسة على أصناف اليمن أنا، ومعاذ، وخالد بن سعيد، وطاهر بن أبي هالة، وعكاشة بن ثور، وأمرنا أن نيسر ولا نعسر، وعن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه ومعاذا إلى اليمن قال لهما “يسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تنفرا” فقال له أبو موسى إن لنا بأرضنا شرابا، يصنع من العسل يقال له البتع، ومن الشعير يقال له المزر.

 

فقال صلى الله عليه وسلم “كل مسكر حرام ” فقال لي معاذ كيف تقرأ القرآن ؟ قلت أقرأه في صلاتي، وعلى راحلتي، وقائما وقاعدا، أتفوقه تفوقا، يعني شيئا بعد شيء، قال، فقال معاذ لكني أنام ثم أقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، قال، وكأن معاذا فضل عليه ” وعن أم جهيش خالته قالت، بينا نحن بدثينة بين الجند وعدن، إذ قيل هذا رسول، رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافينا القرية، فإذا رجل متوكئ على رمحه، متقلد السيف، متعلق حجفة، متنكب قوسا وجعبة، فتكلم، وقال إني رسول، رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليكم، اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار، خلود فلا موت، وإقامة فلا ظعن، كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له، إلا ما ابتغى به وجه الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى