مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن عمر بن الخطاب “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وهو محدث وفقيه وصحابي من صغار الصحابة، وابن الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو أحد المكثرين في الفتوى، وكذلك هو من المكثرين في رواية الحديث النبوي الشريف عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان ابن عمر رضى الله عنه، من أكثر الناس اقتداء بسيرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أكثرهم تتبُعا لآثاره صلى الله عليه وسلم، وكما كان قبلة لطلاب الحديث والفتاوى في المدينة المنورة، وطلاب العطايا لما عُرف عنه من سخائه في الصدقات، والزهد في الدنيا، فهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رياح بن عبد الله، بن قرط بن رزاح بن عدى بن كَعب بن لؤى بن غالب بن فهر.

 

وكان يكنى بأبى عبد الرحمن، وكانت أمه هى السيده زينب بنت مظعون، وكان إسلامه بمكة المكرمه أم القرى، مع إسلام أبيه عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، ولم يكن بلغ يومئذ، وقد هاجر مع أبيه إلى المدينة، وقيل أنه كان عمره عشر سنين، ومعنى كلمة المُحدث هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها، وكان من أبرزهم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومالك بن أنس وغيرهم، وأما عن معنى كلمة فقيه فكانوا فقهاء الصحابة وهم أئمة الصحابة المجتهدون في الدراسة الفقهية، الذين كانت اجتهادات ومذاهب فقهية، وتميزوا بكونهم أعلم الصحابة وأفقههم في الدين، وكان ذلك بما اجتمعت فيهم من الصفات والخصائص.

 

وقد وردت فيهم أحاديث نبوية شريفه تدل على مكانتهم العلمية، ومن أشهر فقهاء الصحابة هم الخلفاء الأربعة أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله ابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأما عن معنى كلمة صحابى فهم صحابة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مصطلح إسلامي يقصد به حملة رسالة الإسلام الأولين، وهم أنصار النبي صلى الله عليه وسلم، وهمالمدافعين عنه، والذين صحبوه وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك.

 

والصحبة في اللغة هي الملازمة والمرافقة والمعاشرة، وقد رافق الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قام الصحابة الكرام، بتولي الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين، وتفرق الصحابة في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول، وقاد الصحابة الكرام العديد من المعارك الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر، وعند عبد الله بن عمر رضى الله عنه، فقد قال الحسن البصري كان ابن عمر إذا تغدى أو تعشى دعا من حوله من اليتامى.

 

فتغدى ذات يوم، فأرسل إلى يتيم فلم يجده، وكانت له سويقة محلاة يشربها بعد غدائه، فجاء اليتيم وقد فرغوا من الغداء وبيده السويقة ليشربها، فناولها إياه، وقال خذها، فما أراك غبنت، وقد روى أبو نعيم، عن الحسن البصري، عن عبدالله بن عمر، قال من كان مستنا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، فكانوا خير هذه الأمة أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، فهم قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا على الهدى المستقيم والله رب الكعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى