مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الأسود الدؤلي الكناني ” جزء 3

نفحات إيمانية ومع أبو الأسود الدؤلي الكناني ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أبو الأسود الدؤلي الكناني، فقام نصر بن عاصم بوضع النقاط في أماكن متفرقة على الحروف العربية لبيان كيفية لفظها، ولهذا كان أول من وضع قواعدها، وأنهج سبلها، ووضع أقيستها، وقد تولى إمارة البصرة في عهد الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، وشهد مع الإمام علي موقعة صفين والجمل والكثير من المعارك، وقد وضع طريقة خاصة لضبط كلمات المصحف الشريف، حيث استخدم فكرة الألوان المُخالفة، وضع الحركات والتنوين على الجمل، وضع نقطة فوق الحرف ليدل على الفتحة، ونقطة تحته ليدل على الكسرة، ونقطة على يسار الحرف للدلالة على الضمة، ونقطتين فوق الحرف، أو على يساره للدلالة على التنوين.

 

أمّأ بالنسبة للحرف الساكن فتركه دون أي نقاط، وفي تلك الفترة لم يستعمل هذا الضبط إلا في القرآن الكريم، وإن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، المنزل على نبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحيا بواسطة أمين الوحى جبريل عليه السلام، والمحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، وهو المصدر الرئيسي للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءا، ويبلغ عدد سوره مائة وأربع عشرة سورة، وأن للقرآن الكريم أثر عظيم على النفوس، فهو شفاء لأمراض القلوب، كالشك، والحقد، والغل، والحسد، والرياء، والنفاق، فقد قال الله تعالى فى كتابة الكريم ” يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى وحمة للمؤمنين ”

 

وكما إنه يهدي للأخلاق والصفات الفاضلة كالإحسان إلى ذوي القربى والمساكين، وبر الوالدين، والعدل في المعاملات، وأن القرآن الكريم لم يكتب منقوطا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم، ويرجع السبب في ذلك إلى كثرة اعتمادهم على التلقي والسماع، وعدم اعتمادهم على المصاحف في القراءة، بالإضافة إلى حرصهم على المحافظة على صورة الكلمة صالحة، لكل ما ثبت من أوجه القراءات، كما رُوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال “جرّدوا القرآن ولا تخلطوه بشيء” وقد اختلف المؤرخون في تنقيط الكلمات في اللغة العربية، حيث ذهب بعضهم إلى أن العرب كانوا يعرفون تنقيط الأحرف قبل الإسلام.

 

ليتمكنوا من تمييز الأحرف المتشابهة، ولكنهم تركوا التنقيط عند كتابة المصحف فى ذلك الوقت، وقال بعضهم الآخر إن التنقيط لم يكن معروفا قبل أبي الأسود الدؤلى، فهو أول من نقط الحروف، وأول من نقط المصحف الشريف، ثم اشتهر التنقيط في عهد عبد الملك بن مروان وأمر بتنقيط القرآن الكريم، وذلك بعد اتساع الرقعة الجغرافية للدولة الإسلامية، ودخول الكثير من الأعاجم في الإسلام واختلاطهم بالعرب، مما أدى إلى ظهور اللبس والإشكال في قراءة المصحف، وقد كلف الخليفة عبد الملك بن مروان، الحجاج بن يوسف الثقفي بمهمة تنقيط القرآن الكريم، فاستعان الحجاج بعالمين من خيرة علماء المسلمين، ومن تلامذة أبي الأسود الدؤلي، وهما يحيى بن يعمر العدواني.

 

ونصر بن عاصم الليثي، الذين اشتهرا بالصلاح، والورع، وسعة العلم في اللغة العربية والقراءات، فوضعا النقاط على الحروف المتشابهة من نقطة إلى ثلاثة، وإن القرآن الكريم منهج حياة للمسلمين، وسبيل عزتهم، وطريقهم إلى النصر، وقد خص الله يبحانه وتعالى، كتابه العظيم بالعديد من الخصائص، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى، بحفظه حيث إن القرآن الكريم محفوظ من الزيادة، والنقصان، والتحريف، والضياع، فقد قال الله تعالى فى كتابة الكريم ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” وقد أنزل الله سبحانه وتعالى، القرآن الكريم ليكون المعجزة الخالدة لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى