مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الأسود الدؤلي الكناني ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع أبو الأسود الدؤلي الكناني ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

من سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم ومن الدهاة حاضري الجواب، وهو كذلك عالم نحوي وأول واضع لعلم النحو في اللغة العربية وهو الذى شكل أحرف المصحف، ووضع النقاط على الأحرف العربية بأمر من الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وهو من وضع النقاط على الأحرف العربية وأول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وقد ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وآمن به لكنه لم يره، فهو معدود في طبقات التابعين، وقد صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج.

 

ويُلقب بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، وكانت مساهماته في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقا المذهب البصري في النحو، وقد وصفه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء بقوله كان من وجوه شيعة علي، ومن أكملهم عقلا ورأيا، وكان معدودا في الفقهاء، والشعراء، والمحدثين، والأشراف، والفرسان، والأمراء، والدهاة، والنحاة، وحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء، والصُلع الأشراف، وهو ظالم بن عمرو بن ظالم, وقد ولد في الكوفة ونشأ في البصرة, وهو من سادات التابعين، ويروى بأن حديثا دار بينه وبين ابنته، وهو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجمل السماء ” بضم اللام لا بفتحها ”

 

فأجابها بقوله ” نجومها” فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء, فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام، وهو أبو الأسود الدؤلى الكناني، وقد اشتهر بأعماله العظيمة، وهو أحد رجال محافظة البصرة، وكان قدومه إلى البصرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويذكر أنه كان أعلم علماء عصره في كلام العرب، وكان يعيش مع قومه بني الدئل جنوب مكة المكرمة فلم يدخل المدينة إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نهل فيها من العلم الشرعي حيث أخذ الحديث عن عدد من الصحابة منهم الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقال أبو عمرو الداني، قرأ القرآن الكريم على عثمان بن عفان، وعلي بن أبى طالب.

 

وقرأ عليه ولده أبو حرب ونصر بن عاصم الليثي، وحمران بن أعين، ويحيى بن يعمر، وقد هاجر إلى البصرة بعد الفتح في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وسكن فيها وله بِها مسجد باسمه، وقد حصلت له بالبصرة حوادث مع بني قشير من هوازن منها أنه قال لهم “ما في العرب أحب إليَّ طول بقاء منكم” قالوا له”ولِما ذاك؟” قال “لأنكم إذا ركبتم أمرا علمت إنه غي فأجتنبه وإذا اجتنبتم أمرا علمت أنه رشد فأتبعه” وقد اختلف في اسمه ونسبه فقيل اسمه ظالم بن عمرو بن ظالم، وقيل ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل عثمان بن عمرو، وقيل عمرو بن ظالم وقيل عمرو بن سفيان، وقيل عويمر بن ظويلم، وكانت كنيته أبو الأسود، وقد طغت كنيته على اسمه فاشتهر بها.

 

علما بأنه لم يكن ذا بشرة سوداء، وليس له ولد اسمه أسود، وقد رضي أبو الأسود لنفسه هذه الكنية، لأن اسمه ظالم، وهو إسم ثقيل على السمع، مع أنه يتنافى مع مكانته الاجتماعية وكونه قاضيا يتصف بالعدل، فأبعد اسمه عن نفسه حتى لا يؤثر على المظلوم، وكانت والدته هي الطويلة من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العبدرية القرشية، وقد أسلم أبو الأسود الدؤلي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أنه أدركه فهو من التابعين وليس من الصحابة، إلا أنه ورد المدينة المنورة، وسمع من بعضهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى