مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع الإيمان وصفات المتقين ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإيمان وصفات المتقين، فقال تعالى فى سورة الروم ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون” وهذا هو الطريق الصالح النقي لتصريف هذه الرغبة الجبلية، وهو الذي يحفظ للإنسان شرفه وسمعته الحسنة بين الناس، ويعينه على طاعة الله تعالى وعلى إصلاح عيشه، غير أن بعض الناس غلب عليهم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وجلساء الخطيئة على تصريف الشهوة في الزنا أو اللواط أو العادة السرية، وهذه المجالات العفنة تهدم الدين، وتهد البدن، وتفسد المجتمع، وتجلب الكوارث والمصائب على الناس، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا” وإن الحياة المعاصرة بوسائل اتصالها وإعلامها الحديثة، وغياب إقامة حدود الله تعالى، وكثرة الجهل هذه الأمور وغيرها دعت بعض الذكور والإناث إلى الغرق في مستنقع الرذيلة، ولم ينتبه بعضهم إلا وهو غارق في وحلها يطلب قوارب النجاة، بعد أن باع دينه ودنياه بشهوة عاجلة، ولذة عابرة، وقد يخسر بها الدنيا والآخرة، فالحذر الحذر، والنجاة النجاة قبل الفضيحة في الدنيا والآخرة، فعلى الأزواج أن يتقوا الله في إعفاف زوجاتهم، وعلى النساء أن يتقين الله في إعفاف أزواجهن، وعلى من لا يجد أن يصبر ويدعو الله حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.

 

فقد قال تعالى فى سورة النور ” وليستعفف الذين لا يجدون نكاخا حتى يغنيهم الله من فضله” ولقد بين الله سبحانه وتعالى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه، فقال عز وجل ” وما خلقت الجن والإنس غلا ليعبدون” والمعنى هو إلا ليخلصوا لي العبادة ويفردوني بها ويطيعوا أمري وينتهوا عن نهيي، فهذه هي العبادة، طاعة أوامره سبحانه وترك نواهيه عن إخلاص له سبحانه وعن إيمان به وبرسله وعن رغبة ورهبة وعن تصديق لأخباره وأخبار رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وعن وقوف عند حدوده، وقد أمرهم بذلك فقال تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قلبكم لعلكم تتقون” وهذا يعم الذكور والإناث، والجن والإنس، والعرب والعجم.

 

وقال عز وجل فى سورة النساء ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا” وعلمهم في سورة فاتحة الكتاب وهي “الحمد” أن يسألوا الله الهداية لصراطه المستقيم، وهو دينه الذي جاء به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الإسلام والإيمان والهدى والتقوى والصلاح، وهذا كله ثناء على الله سبحانه وتعالى، وتوجيه للعباد إلى أن يعترفوا بأنه المعبود بالحق، وأنه المستعان في جميع الأمور سبحانه وتعالى، وإن الصراط المستقيم هو دينه، وهو الإسلام والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وهو طريق المنعم عليهم من أهل العلم والعمل، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان ومن سبقهم من الرسل وأتباعهم، فهذا هو الصراط المستقيم، صراط من أنعم الله عليهم.

 

وهم الذين عرفوا الحق وعملوا به، فهذا الصراط المستقيم صراط هؤلاء، وهم الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم، وهكذا فإننا مأمورون باتباعه صلى الله عليه وسلم، والسير على منهاجه والسير على ما سلكه أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم من العلم والعمل، فهذا الصراط هو دين الله، وهو ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، من العلم والعمل، من العلم النافع والعمل الصالح، وهو الهدى ودين الحق الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وهو ما بينه في كتابه جل وعلا، هذا الصراط العظيم هو فعل الأوامر وترك النواهي التي بينها سبحانه في كتابه العظيم وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، فالواجب على أهل الإسلام أن يتدبروا كتاب الله ويتعقلوه، وهو القرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى