مقال

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 7”

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع المهلب بن أبى صفره الأزدي، وقد قال الأصمعي، المعروفون بالكرم طلحة بن عُبيد الله بن عثمان التيمي، وطلحة بن عمر بن عُبيد الله بن معمر التيمي وهو طلحة الجود، وطلحة بن عبد الله بن عوف ابن أخي عبد الرحمن بن عوف الزهري وهو طلحة الندى، وطلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو طلحة الخير، وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وهو طلحة الطلحات، وسمي بِذلك لأنه كان أجودهم” وقال إبن دريد، إن أم طلحة صفية ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة العبدري فَلذلك سمي طلحة الطلحات، وقال أبو حاتم السجستاني، عن أبي عبيدة، أجواد أهل الحجاز ثلاثة، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب, وعُبيد الله بن العباس.

 

وسعيد بن العاص وأجواد أهل الكوفة، ويعني ثلاثة، وهم عتاب بن ورقاء الرباحي، وأسماء بن خارجة، وعكرمة بن ربعي، وأجواد أهل البصرة، ويعني ثلاثة وهم عبيد الله بن أبي بكرة، وعبيد الله بن معمر، وطلحة بن عبد الله الخزاعي، وقد قال أبي عبيدة معمر بن المثني، عن عوانة بن الحكم، قال، دخل كثير عزة، على طلحة عائدا زائرا، فقعد عند رأسه فلم يكلمه طلحة لشدة ما به من المرض، فأخذ كثير عزة، في الثناء عليه، فأطرق مليا، ثم التفت كثير عزة إلى جلسائه فقال، لقد كان بحرا زاخرا، وغيما ماطراً، ولقد كان هطل السحاب، حلو الخطاب، قريب الميعاد صعب القياد، إن سئل جاد، وإن جاد عاد، وإن حبا غمر، وإن ابتلى صبر، وإن فوخر فخر.

 

وإن صارع بدر، وإن جني عليه غفر، سليط البيان، جريء الجنان، بالشرف القديم، والفرع الكريم، والحسب الصميم، يبذل عطاءه، ويرفد جلساءه، ويرهب أعداءه، وعند ذلك فتح طلحة عينيه فقال، ويلك يا كثير عزة ما تقول ؟ فقال كثير عزة، يا ابن الذوائب من خزاعة والذي لبس المكارم وارتدى بنجادحلت بساحتك الوفود من الورى فكأنما كانوا على ميعاد لنعود سيدنا وسيد غيرنا ليت التشكي كان بالعواد، ثم استوى طلحة جالسا، وأمر له بعطية سنية، وقال لكثير عزة، هي لك ما عُشت في كل سنة، وقد إستعمله سعيد بن عثمان بن عفان على هراة، ثم أصبح والي على سجستان ومات بِها، وفي ذلك يقول الشاعر، رحم الله أعظما دفنوها بِسجستان طلحة الطلحات.

 

وكان هوى طلحة الطلحات أمويا، وكان بنو أمية يكرمونه، وأما عن المهلب فقد أضاف ابن خلكان بأن المهلب بن أبي صفرة قد أصيبت عينه في سمرقند لما فتحها سعيد بن عثمان بن عفان، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وأما عن سعيد بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، فقد ولي خراسان لمعاوية بن أبي سفيان عام سبعه وخمسين من الهجره، وهو صحابي جليل وقائد مسلم، وهو ابن الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وقد كانت أمه هي السيده فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية القرشية، وكان مولده ووفاته في المدينة المنوره، وقد شارك سعيد بن عثمان في وقعة الجمل مع السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما.

 

وكان أهل المدينة عبيدهم ونساؤهم يقولون، والله لا ينالها يزيد حتى ينال هامه الحديد إن الأمير بعده سعيد، وكانوا يعنون أنه لا ينال يزيد الخلافة، والأمير بعد معاوية هو سعيد بن عثمان، فقدم سعيد على معاوية فقال يا ابن أخي ما شيء يقوله أهل المدينة ؟ فقال سعيد وما يقولون؟ فقال قولهم، والله لاينالها يزيد، الى آخر الكلام، فقال، ما تنكر من ذلك يا معاوية؟ والله إن أبي لخير من أبي يزيد، ولأمي خير خير من أم يزيد، ولأنا خير منه، وقد استعملناك فما عزلناك بعد، ووصلناك فما قطعناك، ثم صار في يديك ما قد ترى؟ فقال له معاوية، يا بُني أما قولك إن أبي خير من أبي يزيد فقد صدقت، فإن عثمان خير من معاوية، وأما قولك أمي خير من أم يزيد فقد صدقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى