مقال

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 9″

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 9″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، وقال عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، لما قُتل الخليفة عثمان بن عفان كتبت السيدة نائلة بنت الفرافصة، وهى زوجة الخليفة عثمان بن عفان، إلى معاوية بن أبى سفيان، وأهل الشام بما كان من قتله، ووصفت لهم أمره، وبعثت إليهم بقَميصه الذي قتل وهو عليه ودمه فيه، وبعثت بذلك مع النعمان بن بشير، فقدم النعمان الشام فدفع ذلك إلى معاوية، وقال شعبة بن عبد العزيز، كان قاضي دمشق بعد فضالة بن عبيد، وكان النعمان أميرا على الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، فأقام بها، وكان عثمانيّا، ثم نقله معاوية من إمرة الكوفة فجعله أميرا على حمص، ثم وليها ليزيد، وروى عبد الملك بن عُمير أن بشير بن سعد.

 

جاء بالنعمان بن بشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، ادع لابني هذا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما ترضى أن يبلغ ما بلغت؟ ثم يأتي الشام، فيقتله منافق من أهل الشام” وقال الهيثم، ولما مات يزيد بن معاوية، واستخلف معاوية بن يزيد، ومات عن قرب دعا النعمان إلى ابن الزبير ثم دعا إلى نفسه، فواقعه مروان بن الحكم بعد أن واقع الضّحاك بن قيس، فقُتل النعمان بن بشير وذلك في سنة خمس وستين من الهجرة، ولما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزّبيرية، وقَتل الضّحاك خرج عن حمص هاربا، فسار ليلة متحيّرا لا يدرى أين يأخذ، فاتبعه خالد بن عدي الكلابي فيمن خفّ معه من أهل حمص، فقتلوه، واحتزّوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية أَلقوا رأسه في حجري، فأنا أحق به.‏

 

وكانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد، اذهبي فانظري إليها، فأتتها، فنظرت، ثم رجعت فقالت، ما رأيت مثلها، ثم قالت له لقد رأيتها ورأيت خالا تحت سرتها، ليوضعن رأس زوجها في حجرها، فتزوجها حبيب بن سلمة ثم طلقها، فتزوجها النعمان بن بشير، فلما قُتل وضعوا رأسه في حجرها، وبعثوا برأسه إلى مروان، وقال الحسن بن عثمان، وفي سنة أربع وستين قتلت خيل مروان النعمان بن بشير الأنصاري، وهو هارب من حمص‏، وقال أبو بكر بن عيسى، قُتل النعمان بقرية من قرى حمص يقال لها بيران، ولقد كان عند دخول مسلم بن عقيل بن أبى طالب إلى الكوفة رسولا من قبل الإمام الحسين بن على رضى الله عنهم أجمعين، ليدعوهم إلى البيعة.

 

كان الوالي على الكوفة حينها هو النعمان بن بشير الذي ولاه معاوية في أواخر أيامه وكانت مدة ولايته لمعاوية تسعة أشهر، وقد مات خلالها معاوية بن أبى سفيان، وقد وصفت المصادر التاريخية بأن سيرة النعمان بن بشير في ولايته على الكوفة من قبل معاوية قد اتسمت باللين والتسامح والهدوء والابتعاد عن الثورات وقيام الحركات وسفك الدماء والفتن وقال بعض المؤرخين بأن معاوية بن أبى سفيان، في آخر أيامه، قد تقصد أن يولي الكوفة النعمان لكي يطوي العهود الوحشية والدموية البشعة التي توالت على الكوفة في عهد عامليه، زياد بن أبيه والمغيرة بن شعبة وإنه أراد أن يُنسي الناس تلك الأيام المظلمة ويطوي تلك الصفحات السوداء في حياتهم فولى النعمان بن بشير.

 

وأوصاه باللين والتسامح وبعض الإصلاح كما يقولون، وقيل أنه كان عشرون عاما من الإرهاب وما لا يحصى من الدماء البريئة التي أراقها معاوية بن أبى سفيان من شيعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، خلال مدة ملكه وممارسة شتى وسائل التعذيب بحقهم من قطع الرؤوس والأطراف والصلب على جذوع النخل ودفنهم أحياء وشن الغارات الوحشية على المدن والقرى الآمنة والتصفيات الجسدية، التي طالت حتى النساء والأطفال إضافة إلى ممارسات السلب والنهب والسبي التي وصفها معاوية بن أبى سفيان لأحد أتباعه وهو بسر بن أرطأة وقد قيل أنه أوصاه بسلب الأموال ونهب الممتلكات، وقيل أنه لم يستثني من عمليات التصفية الجسدية بحق شيعة الإمام على رضى الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى