مقال

نفحات إيمانية ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 10″

نفحات إيمانية ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 10″

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع التقوي مفاتيح الفرج، وهو صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الانتقام ممن أساء إليه، وعفى عنهم وصفح، ورحم وتجاوز، فأفيقوا أيها الناس، أيها البشر، في كل بقعة من بقاع العالم، فقد جاءكم النذير عن صدق محمد السراج المنير صلى الله عليه وسلم، فما عليكم إلا أن تقرءوا سيرته العطرة، لتعرفوا حقيقته البيضاء الناصعة، فهو أرحم بالناس من أنفسهم، فكم كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالكفار، وتأسيه لموت إنسان وهو على الكفر، بل كان يدعوهم إلى الإسلام، حتى وهم على فرش الموت، لعله ينقذهم من النار، وعندما أحاط بهم يوم فتح مكة العظيم ، وتمكن من رقابهم قال لهم ” اذهبوا فأنتم الطلقاء” أى رحمة هذه، وأي شفقة تلك.

 

مقابلة للإساءة بالإحسان، ومقابلة الظلم بالغفران لقد مُلأ قلبه صلى الله عليه وسلم عفوا عظيما، وإحسانا كبيرا حتى عفا عمن كذبوه واتهموه وتجاوز عمن طردوه وأدموه وصدق الله العظيم القائل ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فويل للكفار والظالمين الفاسقين من مشهد يوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم تزل القدم ولا ينفع الندم، إن لم يعودوا إلى رشدهم، ويؤمنوا بربهم، ويصدقوا نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم مساكين أولئك الكفار، لم يعرفوا حقيقة النبي المختار، ذو الرفعة والإكبار، المؤيد بربه الواحد القهار، لم يدركوا أنهم نبي هذه الأمة جمعاء، عرب وعجم، بل لجو في عتو ونفور، وزهو وغرور، غفلوا عن سيرته، وتعاموا عن سجيته.

 

وتغافلوا عن رحمته، وأيم الله لقد بلغت شفقة الحبيب صلى الله عليه وسلم ورحمته، كل شيء، حتى نالت الكفار، وهم يقعون فيه ويسبونه، ويسيئون إليه ويشتمونه، ويستهزءون به ويرسمونه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن قَتل معاهدا لم يرح رائحةَ الجنة، وإِن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ” رواه البخارى، فهل بعد هذه الرحمة من رحمة، وهل بعد تلك الشفقة من شفقة، ولكن الكافرين لا يعلمون، رحمة لو بلغت أعداء الله، لما تخلف منهم أحد عن ركب الإسلام فقد سأل النجاشي ملك الحبشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، واليوم عميت الأبصار وتشتت الأنظار، ومن تأمل السيرة النبوية الشريفة.

 

والأحاديث الصحيحة الكريمة، ليدرك شفقة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على جنس بني آدم، فهو صلى الله عليه وسلم لا يكذب ولا يخلف الوعد ولا يخون ولا يقتل، ولا يدعو إلى ذلك، بل ينهى عنه ويحذر منه، فقد نهى نبي الرحمة ورسول الرأفة، عن قتل أطفال الكفار، إذ لا ذنب لهم، ومنع قتل نسائهم إذ لا جرم لهم، وقد نهى نبي الرحمة ورسول الرأفة صلى الله عليه وسلم، عن قتل أطفال الكفار، إذ لا ذنب لهم، ومنع قتل نسائهم إذ لا جرم لهم، وإن الإرهاب والإرعاب هو ما تفعله دول الكفر بمواطنيها، وما تقترفه من انتهاك لحقوق الإنسان في كل بلد إسلامي، واستهانة بالجسد البشري، والحق الإنساني، من قتل وذبح وتمثيل وتقطيع وتشويه واغتصاب وتعذيب وأذية.

 

ووالله لا ينكر ذلك حتى الكفار أنفسهم، وإنه أمر تدمع له المقل وتموت له قلوب العقل، كل ذلك حقدا دفينا على الإسلام وأهله، ألا وإن ما ينادي له الغرب الكافر من تحرر من قيود الشريعة الإسلامية، أو ما يسمونه بالحرية الديمقراطية، كنبذ الحجاب وخلع الجلباب وقتل الحياء وزرع البذاء، وخروج المرأة كاسية عارية، ودعوة إلى الدعارة وشرب الخمور، لتموج الأمور، وتغيير المناهج وانتشار الفضائيات، ومشاهدة مناظر المجون والرقص، وترهات الغناء والمسلسلات الفاضحة، والبرامج الفاسدة، لهو ضربة قاسية في عقر دار المسلمين وكل ذلك لإبعاد الناس عن دينهم، حتى تصبح الحرية العامة المطلقة هي شعار سكان الكرة الأرضية فإن حصل ذلك، ولن يحصل بحول الله وقوته، فهناك سيغضب الله على أهل الأرض كلهم، ويمقتهم جميعهم، وينزل بأسه بهم، وعقوبته عليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى