مقال

حديث الصباح……..

حديث الصباح

 

أشرف عمر

 

*(الهدي النبوي عند اشتداد البرد أو المطر)*

 

عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرُ المؤذنَ ، إذا كانت ليلةً باردةً أو ذاتِ مطرٍ ، في السفرِ ، أن يقول:

 

*{ ألا صلُّوا في رِحالكم }.*

 

رواه مسلم والبخاري.

 

شرح الحديث:

حثَّ الشَّرعُ على المحافظةِ على صلاةِ الجَماعةِ في المساجِدِ، ولكنْ إذا كان في حُضورِ صلاةِ الجماعةِ مشقَّةٌ؛ فإنَّ الشَّرعَ رخَّص في تَركِها، ومِن أنواعِ العُذرِ: الخروجُ للجماعةِ في اللَّيلةِ ذاتِ البردِ والمطرِ.

 

وفي هذا الحديثِ يقولُ نافعٌ: إنَّ ابنَ عُمرَ أذَّن في ليلةٍ باردةٍ، أي: ليلةٍ ذاتِ بَردٍ شديدٍ، بضَجْنانَ، وهو جبلٌ بتِهامةَ، ثمَّ قال ابنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: صلُّوا في رِحالِكم، أي: في مساكنِكم وخِيامِكم، وأخبَرَهم أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يأمُرُ مؤذِّنًا يؤذِّنُ، ثمَّ يقولُ على إثرِه، أي: بعدَ أن يَفْرُغَ مِن الأذانِ: ألَا صلُّوا في الرِّحالِ، ويكونُ ذلك في اللَّيلةِ الباردةِ، أو المَطِيرةِ الَّتي تكونُ كثيرةَ المطرِ في السَّفرِ.

 

وظاهرُ الرِّوايةِ أنَّ هذه الرُّخصةَ مُختصَّةٌ بالسَّفرِ، وقدْ ذَكَرَ العُلماءُ أنَّ هذه الرُّخصةَ عامَّةٌ لكلِّ مَن تَلحَقُه بذلك مَشقَّةٌ في الحَضَرِ أيضًا.

 

وقد نصَّت هذه الرِّوايةُ على أنَّ مَوضعَ النِّداءِ «صَلُّوا في رِحالِكُمْ» يكونُ عَقِبَ الفَراغِ مِن الأذانِ، وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ ذَكَرَ مَوضِعَه بدَلَ الحَيعَلَتَينِ «حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ»؛ ففي أيِّ الموضعَينِ نادَى المُنادي فلا بأسَ به.

 

وفي الحديثِ:

لُطفُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وتَخفيفُه عن عِبادِه.

 

مَشروعيَّةُ التَّخلُّفِ عن الجَماعةِ عِندَ وُقوعِ الضَّررِ.

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى